مهرجان القاهرة: كوستوريتسا أولى المفاجآت!

  • 0
  • ض
  • ض
مهرجان القاهرة: كوستوريتسا أولى المفاجآت!

أيّام اللولو، كانت دمشق تبتهج عند انعقاد مهرجانها السينمائي السنوي! ضيوف عرب وأجانب. نجوم مكرّسون. أسماء وزانة من أيّام الزمن الذهبي للسينما العالمية. المقاهي عامرة. صالات السينما على أشّدها. المطاعم مزدحمة. المنافسة الفنية حامية. كلّ شيء يوحي بأن المدينة تعيش حالة مهرجانية حقيقية! لا دخل إن كانت البلاد تنتج ثلاثة أفلام أو أربعين فيلماً في السنة، فالمهرجانات ضرورية ليس فقط لمحاولة الانفتاح على التجارب المزدهرة والإفادة منها، بل أيضاً لأن «الفن السابع» مرآة البلاد وواجهتها الفنية والثقافية التي يجب من خلالها الترويج السياحي والتعريف بالمدينة كلّ سنة مرات ومرّات! مناسبة الحديث بأن في إحدى دورات «مهرجان دمشق السينمائي»، حضر المخرج الصربي إمير كوستوريتسا. كان من بين الضيوف فعلاً! نظمّت له ندوة حوارية مع الجمهور في وقت مبكّر من صباحات أحد أيام المهرجان فحضرها بضعة مهتمين لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة. في الدورة نفسها، كانت الطرقات تغلق من المعجبين، عندما تقرر هيفا وهبي أن تنزل إلى السوق لتنجز الـ shopping من أسواق العاصمة القديمة! على أيّ حال، ابتلعت الحرب المهرجان، كما أكلت الأخضر واليابس، ولم يبق من كروم البلاد سوى الحطب كما يقال في اللغة الدارجة! لكن في مكان ليس بعيداً عن دمشق، هناك عدد هائل من المهرجانات والنهضات المتلاحقة. عجلة دراما تسير بلغة تنسجم مع المعاصر والآني. منطق تسويق محترف للمنصّات وفهم وافر لأسلوبية المسلسل القصير والمشدود. ورشات سيناريو متحضّرة. أسماء جديدة مهمة تقتحم عالم الإخراج. مقترحات حكائية ملفتة. صناعة سينما عامرة. مهرجانات حقيقية. جدل يسودها في كلّ دورة. إنها مصر التي تستقطب هذا العام المخرج الصربي أمير كوستوريتسا ليكون رئيساً للجنة تحكيم المسابقة الدولية في «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي». والرجل لمن لا يعرفه جيداً هو أحد أبرز المخرجين العالميين، حازت أعماله جوائز هامة من كبرى المهرجانات الدولية. فاز شريطه «عندما كان الأب بعيداً عن العمل» 1985 بجائزة «مهرجان كان»، وترشّح للأوسكار، كما كرر الجائزة ذاتها في فيلمه «زمن الغجر» (كتابة جوردان ميهيتش) وحصل فيلمه «تحت الأرض» الذي يحكي عن معاناة البلقان على السعفة الذهبية الثانية في «مهرجان كان السينمائي» عام 1995. كذلك حصل Arizona Dream الذي يعد أول فيلم له باللغة الإنكليزية، على جائزة «الدب الفضي» من «مهرجان برلين السينمائي» عام 1993، في حين شغف عشّاق كرة القدم حول العالم بوثيقته المصوّرة عن أسطورة مستديرة السحر الأرجنتيني دييغو مارادونا بفيلم وثائقي مثير بعنوان «مارادونا».

0 تعليق

التعليقات