عام 1981، تعرّفت إلى برهان علويّة. كان شخصاً مميّزاً ولطيفاً وحسّاساً، إلى درجة أن حساسيّته أوصلتنا لأن نكون بعد خمس دقائق على هيئة صديقين منذ أكثر من عشرين عاماً.

لن أتحدّث عن برهان علويّة، وعن مواقفه السينمائية العربية واللّبنانية وحتى العالمية، فشهادتي به مجروحة، لكنني سأعرّج على مرحلة كنا نلتقي فيها يومياً تقريباً، وتحديداً في العام 2000، عندما كان يطلعني على أعماله، بعد عودته إلى لبنان. لكنه أصيب في هذه الآونة بخيبة أمل كبيرة، فلبنان بلد يدفن مواهبه، ليعود بعدها إلى بلجيكا، وينفّذ آخر أفلامه. في عام 2011، عزمت بأن التقيه في بروكسيل، بعدما حضرت إلى باريس، لكن ظرفه الصحي وقتها لم يسمح بهذا اللقاء. برهان كان أكثر من صديق وأخ لي، لكن للأسف بلدنا يدفن المواهب وهي حيّة، ولعلّه بعد وفاة علويّة يحاسب نفسه ويكرّمه حق تكريم، عن أفلامه التي حفرت تواريخ مميزة في السينما اللبنانية. إذ كان يجمع في أعماله ما بين المتعة والفائدة في عالم السينما.

* شاعر وناقد وأستاذ جامعي لعب أيضاً بطولة فيلم «بيروت اللقاء»