«مدخلٌ إلى تاريخ الدّيانات» كتاب جديد لحسّان سلامة سركيس (الصورة)، صادرٌ عن «دار كتب للنشر». يعدّ الإصدار (327 صفحة ــ سبعة فصول)، محاولة لمقاربة بعض جوانب الظاهرة الدينيّة وإبراز بعض مفاهيمها ومشتركاتها، «انطلاقاً من كون البشريّة واحدةً في طبيعتها وتساؤلاتها واهتماماتها، بغضّ النظر عن زمانٍ أو مكان. ويأتي ذلك على الرغم من اختلاف الحضارات أو البيئات التي أنتجتها»، على حدّ تعبير المؤلِّف. ويؤكّد الأخير أنّ كتابه يسعى إلى توصيف بعض مشتركات الفكر الديني، لا سيّما في الممارسات، على الرّغم من التباين الظاهر في المعتقدات. وقد يطرح العمل تساؤلاتٍ أكثر ممّا يقدّم حلولاً، خصوصاً أنّ الأديان «أشبه ما تكون بغابةٍ متنوعة الأشجار، كلّ شجرةٍ فيها كيان يبدو في ظاهره مستقلّ الوجود، إلّا أنك إذا نبشت الجذور ونظرت إلى أيٍّ منها، يعود هذا الجذر أو ينتمي هذا الغصن. وعلى الرّغم من فرادتها الظّاهرة، فهي متّصلة في جذورها، متخالطةٌ في أغصانها، متلاقحةٌ في زهورها وثمارها».ويشدّد سركيس على أنّه اجتهد في إعطاء القارئ أكبر عددٍ ممكن من النّصوص لتمكينه من «التعرّف إلى بعض نواحي الفكر الديني من وجهة نظر أصحابه، ليس من خلال ما يمكن أن يكون قد رسخ في ذهنه من أفكارٍ مسبقة زرعتها فيه ثقافته أو بيئته أو ديانته تجاه الظواهر الدينيّة الأخرى، قديمةً كانت أو معاصرة».