مرّ أسبوع على افتتاح «مهرجان كان السينمائي» وسط إجراءات مشدّدة مقارنة بالدورات السابقة بسبب انتشار فيروس كورونا. الدورة الرابعة والسبعون جاءت بعد تأجيل الدورة السابقة، وحملت معها إجراءات مختلفة عن السابق منها فحوصات كورونا، والحدّ من التجمعات والسهرات، والأهم الامتناع عن القُبَل، وفق تصريح المفوض العام للمهرجان تييري فريمو. وبعيداً عن تلك الإجراءات، هنا لمحة على أبرز الأفلام التي تتنافس على «السعفة الذهبيّة» ضمن المسابقة الرسمية التي يبلغ عددها 24 شريطاً، على أن تُعلن لجنة التحكيم برئاسة الأميركي سبايك لي عن الفائز مع اختتام المهرجان 17 تموز (يوليو) الحالي.البداية من فيلم الافتتاح «آنيت» للمخرج الفرنسي ليو كاراكس، الذي نال حفاوة نقدية. بعد غياب عن الشاشة الكبيرة دام حوالي 9 سنوات، منذ شريطه Holy Motors الذي عرض في المهرجان سنة 2012، يعود المخرج الفرنسي المشاغب بفيلم وصفه النقّاد بأنه فانتازيا مجنونة. إنه دراما عائلية موسيقية، يؤدي بطولتها كلّ من النجمة الفرنسية ماريون كوتيار والأميركي آدام درايفر بدور زوجين، هما مغنية أوبرا وممثل كوميدي، يرزقان بمولودة تدعى آنيت، ذات قدرات خارقة. من أبرز الأفلام التي عرضت هو فيلم «بينيديتا» الذي افتتح قبل يومين. بعد Elle الذي أدّت بطولته النجمة الفرنسيّة إيزابيل أوبير، يعود المخرج الهولندي بول فيرهوفن بفيلمه الرومانسي حول قصّة حب بين راهبتين. يستند الفيلم إلى قصّة حقيقية من إيطاليا القرن السابع عشر مأخوذة من كتاب أكاديمي لجوديث سي براون، تتبع فيه حياة الراهبة الإيطالية بنيديتا كارليني التي تعرّضت إلى تحقيق ومحاكمة من قبل الكنيسة الكاثوليكية حينها وانتهت بسجنها. أثار الفيلم لدى عرضه أخيراً جدلاً واسعاً، خصوصاً خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد مع فيرهوفن ونجوم الفيلم، ما اضطرّ المخرج الهولندي إلى مواجهة التهم بالكفر التي أطلقت على الفيلم الذي تجتمع فيه عناصر القرن السابع عشر منها الحماسة الدينية حينها، والجنس المثلي في الأديرة وسياسات الكنيسة الكاثوليكيّة، وما يضفي لمسة معاصرة هو الطاعون الذي كان منتشراً في تلك الفترة.
كذلك كان المهرجان على موعد أخيراً مع المخرج والكاتب الإيطالي ناني موريتي الذي يشارك في المسابقة الرسمية للمرّة الثامنة على التوالي، من ضمنها شريطه «غرفة ابني» الذي منحه السعفة الذهبية سنة 2001. هذه المرّة يشارك بجديده «ثلاث طبقات» حول حيوات وقصص سكّان مبنى مؤلّف من ثلاث طبقات. ومن بين الأفلام المنتظرة أيضاً منذ العام الماضي هو فيلم «الوفد الفرنسي» للمخرج الأميركي ويس أندرسون، الذي تأجل عرضه مع تأجّل الدورة الفائتة من المهرجان. يدور الفيلم الكوميدي حول صحافي أميركي يقيم في منطقة فرنسية متخيلة ويطلق مجلّة هناك تدعى «الوفد الفرنسي»، لكن المجلّة نفسها تعدّ بورتريهاً عن ذلك الصحافي. بمشاركة النجمة تيلدا سوينتن، تجري أحداث الفيلم من خلال عدّة قصص بأسلوب أندرسون المتفرّد.
المخرج الإيراني أصغر فرهادي، وجه مألوف أيضاً في «كان». إنها مشاركته الرابعة بفيلم جديد هو «بطل» (A Hero) الذي سيفتتح غداً في المهرجان. تجري أحداث العمل في إيران، وتتبع رجل يدعى رحيم يدخل إلى السجن بسبب عدم قدرته على سداد الدين، وخلال فترة إخلاء سبيله لمدّة يومين، يحاول البحث عن حلّ لمشكلته.