رحل أخيراً الفنان التشكيلي المصري عبد العال حسن (1944 - 2021)، تاركاً وجوه النساء الريفيات، والأمكنة الشعبية التي تفرّد فيها في المشهد التشكيلي المصري. تشعّبت تجربة حسن بين اللوحات، والرسومات الصحافية في بعض المجلّات المصريّة وأغلفتها مثل «روزاليوسف»، و«صباح الخير»، وغيرهما من المجلّات فضلاً عن كتب الأطفال التي أسهم في رسومات لبعضها، إلا أن البورتريه ظلّ الثابت الوحيد خلال رحلته.بدأت تجربة حسن في ستينيات القرن الماضي، بعد تخرّجه من «قسم التصوير» في جامعة القاهرة، ليرافق بعدها أجيالاً مختلفة من الفنانين المصريين. نهاية الثمانينيات، دشّن حسن أوّل معارضه الفرديّة في مصر، وتظهر عناوين معارضه مثل «رباعية مصرية»، و«بنات من مصر»، و«حلاوة بلدنا»، و«بنات القمر»، و «بنات بلدي» المناخات المحليّة المصريّة والشعبيّة التي رسمها في لوحاته، خصوصاً بورتريهاته لنساء مصريّات ريفيات بمواد مختلفة منها الباستيل، والألوان المائيّة والزيتيّة، من المناطق المصريّة كافّة مثل الصعيد ومسقط رأسه بور سعيد، والاسكندرية وسيناء. هكذا ظهرت المرأة لديه كعاملة وفلّاحة، ونراها في كافّة مراحلها العمريّة.
آخر معارض الفنان الراحل، كان العام الماضي في القاهرة، وضمّ أعمالاً غير منشورة في السابق. وهي ظهّرت مناخات الأمكنة الريفيّة المصرية، والمناظر الصامتة مثل المرافئ والحارات الشعبية والمصريّة، وفلاحات في الحقول كان قد رسمها قبل أن يعلن توقّفه عن الرسم قبل أعوام. هذه المرأة وصفها مرّة الفنان صلاح بيصار بأنّها «حواء المصريّة» التي تظهر في لوحة حسن بانفعالاتها وتعبيراتها وحالاتها المختلفة. وضمن عمله على فن البورتريه، كُلّف رسمياً لرسم بورتريهين للرئيسين المصريين الراحلين أنور السادات، وحسني مبارك (علّقتا في متحف مجلس الشعب) في توجّه يبتعد عن ممارسته الفنيّة الخاصّة التي بقيت منحازة لوجوه الريف والأمكنة الشعبيّة.