كانت فلسطين حاضرة في افتتاح النسخة الثالثة لـ «المعرض الوطني للكتاب التونسي» ظهر الجمعة في مدينة الثقافة الشاذلي القليبي وسط العاصمة التونسية. القائمن على المعرض الذي سيتواصل عشرة أيام ببرنامج ثقافي متنوّع ويحمل اسم المفكر الراحل هشام جعيط، وجّهوا تحية إلى فلسطين التي تقاوم الصلف الصهيوني. اذ افتتح المعرض بقراءات شعرية مسجلة للشاعر الراحل محمود درويش، كما أدت مجموعة من الطلبة الفلسطينيين الدارسين في تونس عرضاً للدبكة الفلسطينية مع أغان تشير إلى فلسطين وترجمت هذه التحية الشغف التونسي بـ «بلاد تسمّى فلسطين» المعرض ينظّم بعد غياب العام الماضي وبعد توقّف «معرض تونس الدولي للكتاب»، وهو ما يفسّر فرحة الناشرين بعودة المعرض الذي اعتبره مديره محمد المي تحدياً في زمن كورونا التي قصفت الأرواح وعطّلت الحياة الثقافية.
ويشارك في المعرض الذي يرفع شعار «خذ الكتاب… » خمسة وستون ناشراً وتصل نسبة الاصدارات الجديدة لسنتي 2020و2021 إلى حوالي 80 في المئة من عدد العناوين؟ والملاحظ أن الهواجس التونسية في السنوات الأخيرة مثل الارهاب والهجرة السرية المعروفة بالحرقة والمقاربات السوسيولوجية لقضايا الفقر والتنمية وسؤال الهوية والتحديث حاضرة بكثافة. كما يحضر عدد كبير من الأعمال الروائية والقصصية مقابل انحسار الشعر وتراجعه.
معرض الكتاب ليس سوقاً لبيع الكتب فقط بل حمل برنامجاً ثقافياً متنوعاً افتتحه الفنان العالمي نجا المهداوي بمعرض بعنوان «أوج» تضمّن مجموعة من آخر أعماله الحروفية بأحجام وتقنيات مختلفة. وهذه أول مرة يعرض فيها المهداوي في تونس منذ سنوات طويلة. كما تم افتتاح معرض للخزف الفني من انجاز «المركز الوطني لفنون الخزف».
وستتواصل الفعاليات الثقافية بندوات فكرية عن هشام جعيط وعبدالمجيد الشرفي ومحمد الخبو والحبيب بيدة ومحمود بن جماعة، مع ندوات أخرى حول الرواية والشعر والمسرح والكتاب الفني وأمسيات شعرية وتكريم لرواد النشر في تونس. يمثل المعرض تحدياً لوزارة الثقافة كما قال وكيل الوزارة في كلمة الافتتاح، فنسبة الأصابات والوفايات في تونس من أعلى النسب في العالم (12ألف وفاة تقريباً) مما استوجب تعطّل الحياة الثقافية بالكامل طيلة أشهر فيما يؤشر المعرض إلى عودة الحياة رغم أحزان كورونا.