بعد غيابه العام الماضي بسبب كوفيد 19 يعود «المعرض الوطني للكتاب التونسي» ليفتح أبوابه لجمهور الكتٌاب بداية من يوم 17 الحالي طيلة عشرة أيٌام بمشاركة 65 ناشراً تونسياً مع برنامج ثقافي مكثّف. وسيكون افتتاح المعرض في مدينة الثقافة الشاذلي القليبي وسط العاصمة التونسية بصوت الشاعر الراحل محمود درويش في قراءات شعرية مسجلّة من الحفلات الشعرية التي أقامها في تونس. كما يتضمّن البرنامج تحية أخرى إلى فلسطين من خلال عرض الدبكة الفلسطينية في ساحة المسارح في المدينة تؤديه مجموعة من الطلبة الفلسطينيين الدارسين في الجامعات التونسية. المعرض الذي يحمل هذا العام أسم المفكّر الراحل هشام جعيط، يديره هذا العام الباحث محمد المي، ويشارك في فعالياته الثقافية عدد كبير من المثقفين والكتّاب والفنانين التونسيين وسيكرّم في ندواته مجموعة من الناشرين التونسيين الرواد والاحياء من بينهم مؤسس «دار الغرب الاسلامي» في بيروت الناشر التونسي الراحل الحبيب اللمسي وأبوالقاسم محمد كرو الذي أسّس دار نشر في خمسينات القرن الماضي في تونس ومحمد بن آسماعيل صاحب «دار سيراس» أشهر دور النشر التونسية.المعرض سيكرم عبدالمجيد الشرفي في ندوة يشارك فيها عدد من طلبته مثل آمال قرامي، وهاجر خنفير، وهاجر منصوري، وباسم مكي وندوة أخرى عن الفنان التشكيلي الحبيب بيدة، وندوة حول التفكير في المسرح، ويوم لتكريم هشام جعيط، وندوة حول الرواية والتجريب، ويوم للشعر، وغير ذلك من الندوات مثل ندوة حول الأكاديمي محمد الخبو المتخصّص في السرد وأخرى حول أستاذ الفلسفة الذي درّس أجيالاً من أساتذة الفلسفة محمود بن جماعة، وتكريم مدينة صفاقس من خلال أدبائها ومفكريها كضيف للمعرض، وهو تقليد جديد للمعرض الوطني للكتاب
وأصدر المعرض للمرة الأولى أشرطة مسموعة لنماذج من القصة التونسية بأصوات مسرحيين منهم رؤوف بن عمر، وكتاب مثل عزالدين المدني وغيرهما. كما أصدر ستة كتب حول الشخصيات المكرمة في المعرض مثل هشام جعيط، وعبد المجيد الشرفي، ومحمد الخبو، والحبيب بيدة، ومحمود بن جماعة وغير ذلك. ويتضمّن البرنامج أيضاً معرضاً للفنان نجا المهداوي ومعرضاً للخزف الفني. وستنظم فعاليات عدة بالتعاون مع مؤسسات ومنظمات ثقافية مثل «اتحاد الكتّاب التونسيين» و«بيت الشعر» و«اتحاد الناشرين» و«المركز الوطني للسينما والصورة»، و«المركز الوطني للخزف الفني» وغيرها من المؤسسات.
تنظيم هذا المعرض بعد توقفه العام الماضي اعتبره مديره محمد المي تحدياً في زمن كورونا التي عطّلت النشاط الثقافي والأدبي وسوق الكتاب حسب تصريحه لـ «الاخبار» وستكون عودة المعرض بمثابة عودة الأمل.