الباحث عن صورة الموسيقار المصري خالد الأمير لا بد من أن يلحظ أنّ الشبكة العنكبوتية تحوي صورةً يتيمة له، لكن المتمحص أكثر في تاريخه الفني، سيجد نفسه امام مسيرة حافلة بالنجاحات وبأعمال طبعت وما زالت الذاكرة الفنية العربية على مدى أكثر من ثلاثين عاماً. هكذا غادرنا أخيراً، الموسيقار المصري، خالد الأمير الذي توفي في احدى مستشفيات القاهرة، بعد اصابته بكورونا، ووضعه على جهاز التنفس الإصطناعي، وهو في الأصل يعاني من فشل كلوي. وكان الأمير قد التحق، عن عمر مبكر، بعالم الموسيقى، بعد دخوله «المعهد الموسيقي العربي»، عن عمر 11 عاماً، بمساعدة خاله، الذي كان يعمل مشرفاً على الموسيقى في وزارة «المعارف». ولدى دخوله «الكلية الحربية» عام 1956، اعتمد هناك في الإذاعة كمطرب وملحن، ليترك السلك العسكري في ذاك الوقت، ويتفرّغ للتلحين والموسيقى. اقترن الأمير بالفنانة ليلى طاهر، وقام باكتشاف الفنان هاني شاكر، وقدم له ألحاناً خالدة كأغنتيّ «كده برضه يا قمر» و«نسيانك صعب أكيد» ، وكان شاكر قد نعى الأمير على صفحته قائلاً : «أنعي إليكم بمزيد من الحزن والأسى والألم وفاة صديق عمري ورفيق دربي الفنان والموسيقار الكبير خالد الأمير الذي وافته المنية. رحم الله الفقيد وأدخله فسيح جنانه وألهمنا جميعاً الصبر والسلوان». كما قام بتلحين أغان لكبار الفنانين: ميادة الحناوي، وشادية ومحرم فؤاد، وفايزة أحمد وسعاد محمد، ولحّن كذلك أغنيات لمسرحيات الفنان الراحل فؤاد المهندس وزوجته شويكار، واشتهر أيضاً بالمقطوعة الموسيقية الأيقونية في فيلم «الراقصة والسياسي» أو ما عرفت بموسيقى «الفرح»، ورقصت وقتها الفنانة نبيلة عبيد على نغماتها، وما زالت هذه اللوحة الراقصة حاضرة في الذاكرة السينمائية حتى أيامنا هذه.