
لكن يبقى طموحه أن يصبح رائد فضاء رغم قضائه زمناً في قراءة جبران وزيارة قلعة موسى، وأحاديث عن الأميرين فخر الدين وبشير. ثم يحيلنا إلى رفاقه ومدرسته، فإذا بالنقاش مذهبي والإعجاب بقصيدة درويش «سجّل أنا عربي»، إلى كيفية تدريس الجبر والهندسة في مدرسته في لوحة پانورامية عن بيروت وأحيائها.
دفع إليه والده بكتاب عن سيرة أنطون سعادة وزمانه، فأمعن في قراءته
ثمّ دفع إليه والده بكتاب عن سيرة أنطون سعادة وزمانه، فأمعن في قراءته وانضمّ إلى صحبه في شرب البيرة على أنواعها، ودخل معهم في أحاديث عن الحزب القومي واغتيال كينيدي ومؤلّفات جبران، إلى الأندلس ومجدها الغابر وجبل طارق وصولاً إلى سايكس بيكو... كأنّ الثانوية التي درس فيها عالم قائم بنفسه. ولا يخلو قصّ بختي من إشارات إلى المتنبّي، من دون أن يغيب عن باله أبداً إيقاظ حسّ المرح لدى القارئ لدى روايته مأساة حرب الفنادق ومآل فندق «السان جورج»، إلى اغتيال بشير وما نجم عنه، مكثّفاً مشهديته بتفاصيل لا غنى عنها للقارئ الأجنبي، بما في ذلك قصص عن جيران أهله واغتيال الحريري ونوادر عن أخته رناد وأساتذته، ما يحيل روايته إلى مقامة فرنجية، في أسلوب سلس وشكل أنيق ومحتوى مكثّف لمرحلة صباه.
* كاتب فلسطيني

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا