منذ فيلمه الأول «ضربة شمس» أواخر السبعينيات، ذهب محمد خان (الصورة) نحو خلق لغة سينمائية خاصة جعلته واحداً من أبرز رموز الواقعية الجديدة في السينما المصرية خلال النصف الثاني من القرن العشرين. في شريطيه «موعد على العشاء» و«طائر على الطريق»، وصل خان إلى صيغة جديدة لمحتوى أفلامه بعدما نجح في التخلي عن الحدوتة التي تعدّ أحد مقدّسات السينما التقليدية المصرية. هكذا، أخذ التجريب والابتكار إلى أقصاهما، كما في فيلمه «الحريف»، مع انخراطه أكثر في الشخصيات والغوص في أعماقها واضطراباتها ومشاعرها على حساب الحدوتة، التي أصبحت وسيلة لا أكثر في أعماله.
في طرحه للشخصيات المصرية البسيطة والهامشية، تخطى خان أيضاً الشخصيات النمطية والتقليدية التي اعتدنا مشاهدتها في السينما المصرية. وتركيزه على هذه التفاصيل الدقيقة للشخصيات، وأبعادها الإنسانية، وانشغالاتها الصغيرة، ما هي إلا مرآة لحالة مجتمع بأكمله. هذا الأسلوب الخاص، جعل المخرج المصري لا يهتم لنوع الفيلم أو اتجاه العمل بقدر اهتمامه بالعثور على شخصيات مميزة. هكذا، انعكست علاقته مع الحالات الفردية أيضاً، على علاقة أساسية أخرى في أعماله تمثّلت في دقّة اختياره للممثلين، فتعامل مع أبرز نجوم الشاشة المصرية كنور الشريف، وحسين الشربيني، ومحمود ياسين، ويسرا، وأحمد زكي، وسعاد حسني، وحسين فهمي، ومحمود عبد العزيز، وعادل إمام، وصولاً إلى ياسمين رئيس بطلة فيلمه «فتاة المصنع» الذي افتتح «مهرجان دبي السينمائي» في كانون الأول (ديسمبر) الماضي. خلال المهرجان، حصد «فتاة المصنع» جائزتين، بعدما منح «الاتحاد الدولي لنقّاد السينما» محمد خان جائزة الأفلام الروائية، وفازت ياسمين رئيس بجائزة أفضل ممثلة في «مسابقة المهر العربي للأفلام الروائية».