تونس | ضمن برنامج خاص يضيء على «بيروت دي سي» وأحدث الأفلام التي دعمتها، يُعرض ابتداءً من اليوم على منصتها (aflamuna.online) الفيلم التونسي «بيك نعيش» الذي توِّج بجائزة أفضل فيلم في «مهرجان مالمو للسينما العربية». كما نال الممثل التونسي سامي بوعجيلة المقيم في فرنسا جائزة سيزار لأفضل ممثل، إلى جانب جوائز أخرى. هذا الفيلم أُنتج سنة 2019 في الشركة نفسها («سيني تلي فيلم») التي صنعت أفلام ما يسمى بـ «ربيع السينما التونسية» في الثمانينيات، أي أفلام النوري بوزيد، ومفيدة تلاتلي، ومنصف ذويب وغيرهم. في «بيك نعيش»، جمع المخرج الشاب مهدي البرصاوي عدداً من نجوم السينما والتلفزيون مثل النجم التونسي الفرنسي سامي بوعجيلة، ونجلاء بن عبدالله، ونعمان حمدة، ومحمد علي بن جمعة، وصلاح مصدق ونصاف بن حفصية وغيرهم.
أعاد إلى الذاكرة الأفلام التونسية التي شاهدها الجمهور في منتصف الثمانينيات والتسعينيات


ضمن بناء درامي محبك؛ يتابع الجمهور حكاية منطلقها بسيط، لكنها تكشف عن دراما إنسانية أخّاذة ولوبيات فساد ومافيا الاتجار بالأعضاء بين تونس وليبيا. في بداية الشريط، يختار فارس (سامي بوعجيلة) وزوجته مريم (نجلاء بن عبدالله) زيارة عائلته الكبرى في الجنوب الشرقي على الحدود مع ليبيا بعد عودته من فرنسا في زيارة قصيرة. في الطريق، تتعرّض سيارتهما لطلق ناري من مجموعة إرهابية، فيصاب ابنهما الوحيد برصاصة. يحملانه على جناح السرعة إلى المستشفى. هنا تبدأ المأساة الكبرى بالنسبة إلى العائلة السعيدة. يعلمهما الطبيب أن الطفل يحتاج إلى زراعة كبد، فتبدأ رحلة البحث والمضاربة. وفي هذه الرحلة، يكتشف فارس شبكة لاختطاف الأطفال وتهريبهم إلى ليبيا وسرقة أعضائهم بعد قتلهم وبيعها، تنشط بين تونس وليبيا. لكن الصدمة الكبرى بالنسبة إلى فارس اكتشافه أثناء التحاليل الطبية قبل زرع الكبد لابنه أن الطفل ليس ابنه. في هذه الحكاية، يتداخل الخاص (العلاقة بين الزوجين) بما يحدث في المنطقة منذ عام 2011 في ليبيا وتونس وشبكات الفساد والاتجار بالأعضاء وانهيار القطاع الصحي الذي كان مفخرة تونس وتغوّل المصحات الخاصة التي تتعامل مع المرضى بلا رحمة. نجح مهدي البرصاوي، أصغر المخرجين التونسيين (والده المخرج خالد البرصاوي ووالدته المديرة العامة للسينما في التسعينيات)، في تقديم شريط مقنع فنياً، وهو شريطه الطويل الأول بعد تجارب في أفلام قصيرة. أبرزت الكاميرا جمال الجنوب التونسي ومشاهد سياحية فاتنة وسط الخراب السياسي والمخاوف الأمنية التي تعيشها البلاد، كما جعل الكاميرا تقترب من وجوه الممثلين لترصد ملامح وجوههم في لحظات الصدمة النفسية والألم. ورغم أن إطلاق الشريط في الصالات التونسية تزامن مع أزمة كوفيد ــ 19، إلا أنه حقّق نجاحات في عروضه الدولية، ويمكن اعتباره فيلماً مظلوماً في تونس على مستوى النجاح الجماهيري.
«بيك نعيش» كشف عن مخرج شاب له مستقبل في السينما التونسية، أعاد إلى الذاكرة الأفلام التونسية الناجحة التي شاهدها الجمهور التونسي والعربي في منتصف الثمانينيات والتسعينيات مثل «ريح السد» و«صفائح ذهب» و«موسم الرجال» و«صمت القصور» وغيرها من الأعمال التي عبّرت عن التحولات الاجتماعية والسياسية التي عاشتها تونس.

لمشاهدة الفيلم: aflamuna.online

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا