بالتزامن مع انطلاق حملة تبرعات لترميم البيوت التراثية التي طالها الدمار جراء انفجار مرفأ بيروت، أعلنت «المديرية العامة للآثار في لبنان» بالتعاون مع «المعهد الألماني للآثار» وشركة «فلاي أوفر زون» الأميركية المتخصصة في تصميم الجولات الافتراضية عن إطلاق تطبيق «إعادة إحياء بعلبك: المعابد». يندرج التطبيق ضمن سلسلة تطبيقات ستعمل على تقديم جولات افتراضية، في المواقع الأثرية لمدينة بعلبك، في إطار مشروع لإعادة احياء المدينة البقاعية. إذ يركز التطبيق المجاني على معابد المدينة، ويأخذ الزائر في جولة افتراضية يستكشف من خلالها هذه المعابد بصورتها الحالية، وفي الوقت عينه، يعيد محاكاة المعابد على صورتها القديمة قبل آلاف السنين، بفضل تقنية الرسوم الحاسوبية المتطورة. إذ تسلّط الجولة الافتراضية الضوء على مجمع معابد بعلبك الشهيرة الذي يُعد واحداً من أضخم المواقع الدينية الرومانية في العالم، ويضم معابد: «جوبيتير هليوبوليتانوس» و«باخوس» و«فينوس» و«الميوزات». وتشتمل الجولة على 38 محطة يمكن للمستخدم التوقف فيها واستكشافها، مستفيداً من الشروحات والتعليقات الصوتية المصاحبة التي أعدها خبراء «المعهد الألماني للآثار» بأربع لغات: العربية والإنكليزية والألمانية والفرنسية. وبهذه الرحلة، سيمنح الزائر فرصة للسفر عبر الزمن ومعايشة أجواء المعابد في العصور القديمة، وفهم تاريخها وأهميتها، الى جانب الترويج لبعلبك كوجهة سياحية بارزة في لبنان. مديرة «قسم الشرق في المعهد الألماني للآثار» ورئيسة «البحث العلمي» في بعلبك مارغاريت فان إس، علّقت على إطلاق التطبيق الإفتراضي، قائلةً: «إن الإبهار في بعلبك لا يقف عند المعابد الرومانية فقط، بل يكمن أيضاً في تاريخ المدينة الممتد منذ قرابة 10 آلاف عام». واضافت: «بصفتي عالمة آثار، يمكنني أن أتصور كيف كان شكل هذا المكان المميز في العصور القديمة استناداً إلى نتائج البحوث التي توصلنا إليها». بدوره، لفت برنارد فيشر، رئيس شركة «فلاي أوفر زون» الى أن اهمية المشروع لا تكمن في ضخامته، بل في مكانته الثقافية. وأمل أن يقوم آلاف الأشخاص بتنزيل التطبيق واستخدامه وأن تدفعهم الجولة الافتراضية لزيارة بعلبك على أرض الواقع «بعد انتهاء جائحة كورونا وعودة السفر الدولي مجدداً».