كشفت صحيفة «صاندي تايمز» البريطانية، أمس الأحد، في تقرير أعده ماثيو كامبل، أنّ الفيلسوف الفرنسي ميشال فوكو (1926 ـــ 1984) كان «يغتصب ويتحرّش بأطفال» عندما عاش في تونس في ستينيات القرن الماضي. ولفت التقرير إلى أنّ مثقفاً زميلاً له، هو الفرنسي ــ الأميركي غي سورمان، أثار عاصفة في الأوساط الفكرية الفرنسية عندما قال إنّ فوكو الذي توفي عن 57 عاماً في 1984 كان يحب ممارسة الجنس مع الأطفال. علماً بأنّ سورمان زار فوكو مع مجموعة من الأصدقاء أثناء عطلة عيد الفصح حيث ذهبوا إلى قرية سيدي بوسعيد القريبة من العاصمة تونس، والتي كان الفيلسوف يعيش فيها عام 1969. وقال: «كان الأطفال الصغار يلاحقون فوكو ويقولون ماذا عني؟... خذني... كانوا في سن الثامنة والتاسعة والعاشرة، فيما كان فوكو يرمي الأموال عليهم ويقول لهم سنلتقي في المكان المعروف عند الساعة العاشرة مساء... أي مقبرة القرية».وأوضح سورمان كذلك أنّ فوكو لم يكن ليتجرأ على فعل كهذا في فرنسا، وقارنه بالرسام بول غوغان الذي كان يمارس الجنس مع الفتيات الصغيرات اللواتي رسمهن وهو في جزيرة تاهيتي، وكذا الروائي أندريه جيد الذي كان يتصيّد الأطفال في أفريقيا. واعتبر سورمان أنّ لهذه التصرّفات «بعداً استعماري... إنّها الإمبريالية البيضاء»، مشدداً على أنّه نادم على عدم إبلاغ الشرطة عما كان يجري أو شجبه في الإعلام. وأضاف سورمان أنّ الإعلام الفرنسي كان يعرف بتصرفات فوكو: «كان هناك ثلاثة صحافيين في الرحلة، وكانوا شهوداً، ولكنّ أحداً لم يكن يهتم بالقصص هذه في تلك الأيام. وكان فوكو أشبه بإله في بلده الأم».
وكان سورمان قد عبّر عن رأيه بفوكو أوّلاً من خلال «قاموسي من الهراء»، وهو كتاب صدر هذا الشهر، وأشار فيه مرة ثانية إلى ما ارتكبه الفيلسوف في تونس. وفي مقابلة تلفزيونية، «صعق» محاوره بالقول: «أنت تتحدث عن فوكو كبيدوفيلي، وهذا أمر لا يربطه الناس به».
تجدر الإشارة إلى أنّه فيما عبّر عن إعجابه الشديد بعمله، أكد سورمان أنّه من أجل فهم الحقيقة حول ميشال فوكو وكيف استخدم، هو وفلاسفة آخرون، «الجدال الفلسفي لتبرير رغباتهم وشهواتهم... أعتقد أنّ جداله منحه رخصة لفعل ما يريد».