على إثر التعاقد مع مؤسسة «دوك هاوس» لعرض فيلم «حنظل» للمخرج محمود الجمني في 19 شباط (فبراير) الماضي على القناة التونسية التاسعة، أعدّت المؤسسة المذكورة مادة إعلانية ونشرتها فيما تمّ تداولها على نطاق واسع، قبل إلغاء العرض من دون سابق إنذار أو اعتذار أو توضيح.هذا ما أكّده الجمني في بيان أصدره أخيراً، مشيراً إلى أنّه رغم التواصل المستمر مع المسؤولة عن مؤسسة «دوك هاوس» طلباً لشرح الأسباب وإبداء موقف تضامني معه، إلا أنّها «لم تبادر إلى اتخاذ أي موقف لغاية كتابة هذا البلاغ». واعتبر الجمني أنّ هذا الإلغاء يعدّ «تعدّياً صريحاً على حرية الرأي والفكر والتعبير التي يضمنها الدستور التونسي حسب الفصل الـ31، سواءً أكان الإلغاء تم من قبل القناة المتعاقدة مع «دوك هاوس» أم من أي جهة أخرى، إذ لا يحق لأي طرف أن يمارس الرقابة على العمل الإبداعي، بما أن هذا الفعل الرقابي يضرّ بقطاع السينما التونسي، كما أضرّ معنوياً ومادياً بمصالح مخرج الفيلم ومنتجه وكل الفريق التقني، وخصوصاً أبطاله الذين تعرّضوا للتعذيب والتنكيل من مؤسسات الدولة التونسية وأعوانها من سنة 1956 إلى 2010، والذين حرموا تبليغ معاناتهم للجمهور العريض». وفي ختام بيانه، دعا محمود الجمني «المواطنين وكلّ الشرفاء والعاملين في قطاع السينما ورجال الإعلام إلى السعي ضد تكميم حرية التعبير والتصدي للرقابة مهما كان مأتاها»، علماً بأنّ الوثائقي الصادر في 2012 يصوّر ما تعرّض له المساجين السياسيون في تونس من آلام وعذاب نفسي وجسدي، ليقدّم بجرأة شهادات حية لمعتقلي الرأي وما لاقوه من أهوال.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا