عبد الإله بلقزيز: جذور الاستشراق في عصر التنوير الأوروبي

  • 0
  • ض
  • ض
عبد الإله بلقزيز: جذور الاستشراق في عصر التنوير الأوروبي
يبحث الكتاب في الجذور الفكرية العميقة للرؤى الغربية الحديثة والمعاصرة عن الإسلام

ما زال قضية الاستشراق تطرح المزيد من الأسئلة حول جذورها وخلفيتها التاريخية والدينية. في هذا السياق، صدر أخيراً، عن «مركز دراسات الوحدة العربية»، كتاب «ما قبل الاستشراق: الإسلام في الفكر الديني المسيحي»، للمؤلف المغربي عبد الإله بلقزيز. يسأل الكتاب عن الفكر الاستشراقي، الذي انبثق في عصر التنوير الأوروبي، وقدم صوراً نمطية عن الإسلام والعرب، ونظّر للإستعمار والتدخل في حياة الشعوب المغايرة للغرب، ولتدمير ثقافاتها وأنماط حياتها، هل هو نتاج الفكر «التنويري» و«الحداثي» و«العقلاني»، الأوروبي أم أن جذوره تعود إلى بعض نصوص الفكر الديني المسيحي في القرون الوسطى وما بعدها؟ وطبعاً، هي نصوص لم تقلّ نمطية وتشويهاً للإسلام عن نمطية الكثير من النصوص الاستشراقية الحديثة كما ورد في الكتاب. ويسأل المؤلّف أيضاً: هل إن الكلام عن قطيعة حصلت بين الفكر التنويري الأوروبي الحديث والمعاصر، وبين التراث الديني المسيحي في العصر الوسيط، هو كلام واقعي؟ أم أنّ التراث ما زال حاضراً بطريقة ما، في الفكر التنويري الغربي، وبخاصة في الفكر الاستشراقي منه؟ كذلك يبحث الكتاب في الجذور الفكرية العميقة للرؤى الغربية الحديثة والمعاصرة عن الإسلام، وعالمه الاجتماعي والسياسي والثقافي، وخاصة الرؤى التي عبرّ عنها الاستشراق، وهي جذور تضرب عميقاً في تاريخ الفكر الديني المسيحي، وقد عبرت عن نفسها في نصوص بعض اللاهوتيين والمؤرخين، المشرقيين واللاتين على السواء، حول الإسلام في العصور الوسطى. وقد ظل الكثير من الأفكار والصور التي وضعوها عن الإسلام حاضرة يعاد إنتاجها في الفكر الاستشراقي الحديث والمعاصر. كما يتناول الإصدار الصور السلبية التي تكونت عن الإسلام في الوعي المسيحي الوسيط، ويحلل السياقات التاريخية التي تكونت فيها تلك الصور، مع الحذر بدون الانسياق وراء إطلاق أحكام عامة حول الفكر الديني المسيحي في تلك الحقبة.

0 تعليق

التعليقات