زورا نيل هيرستون إلى العربية: بصمة في الأدب النسوي الأسود

  • 0
  • ض
  • ض
زورا نيل هيرستون إلى العربية: بصمة في الأدب النسوي الأسود

لا يزال الأثر العميق الذي تركته أعمال زورا نيل هيرستون (1891 – 1960) يخيّم على الأدب الأفرو أميركي حتى اليوم، خصوصاً الأدب النسوي. الروائية والكاتبة الأفرو أميركية، وعالمة الأنثروبولوجيا، درست الفولكلور الأسود باكراً في الشتات الأفريقي في جامايكا وهاييتي واستخدمت أبحاثها لاحقاً في أعمالها الأدبية ورواياتها. لم تحظ أعمالها باهتمام من القرّاء خلال الفترة الأولى من كتابتها، حيث نشرت بداية قصصاً قصيرة، كما ظلّت أعمالها ومسرحياتها ورواياتها تعدّ شهادة على الحياة في الجنوب الأميركي، وأبرز أعمال حقبة نهضة هارلم، كما في مسرحية Mule Bone التي تعاونت في كتابتها مع الشاعر الأفرو أميركي لانغستون هيوز. روايتها الثالثة «عيونهم كانت تراقب الرب» (1937) التي تعدّ أبرز الأعمال الأدبية النسوية في تلك الفترة، كانت قد انتقلت إلى العربية عن «دار أثر» (ترجمة سماح جعفر). تتبع الرواية الحياة المضطربة للبطلة الشابة جاني كروفورد، ومن خلالها تجاوزت هيرستون المعايير الأدبية لتلك الفترة باعتمادها بطلة أنثى وسوداء لروايتها. رسمت هيرستون ملامح مستقلّة للبطلة الشابّة، التي تخوض رحلة شاقّة في اكتشاف ذاتها والبحث عن الحب، بعد ثلاث زيجات مختلفة. بلغة شاعرية، اعتمدت هيرستون تقنيات سرد غنية، تطرّقت فيها إلى ثيمات العائلة، وحريّة المرأة، والحب، والجريمة، بالإضافة إلى العنصرية في فلوريدا الثلاثينيات. ورغم أن العمل لا يزال يلهم الروائيات الأفرو أميركيات كأليس ووكر، إلا أن استقبال الرواية حينها لم يكن مثالياً حتى من قبل المجتمع الأسود. إذ أن النقاد أساؤوا فهمها حينها، خصوصاً الكتاب الأفارقة الذين اعتبروا أن الرواية لا تظهّر معاناة السود الجماعيّة بالقدر الكافي. فالكاتبة التي تركّز على الرحلة الذاتية للبطلة في بحثها عن ذاتها وهويّتها، تظهّر أيضاً السلطة الذكورية السوداء على المرأة، والأدوار الجندرية المحدّدة لها مسبقاً، خصوصاً من قبل السلطة الذكورية البيضاء. علماً أنه بعد سنوات طويلة من صدورها، شكّلت الرواية علامة فارقة في الأدب الأميركي وفي الثقافة الشعبية على السواء، حيث انتقلت إلى المسرح والشاشة، أبرزها الفيلم التلفزيوني الذي تولّت أوبرا وينفري إنتاجه سنة 2005 (إخراج دارنل مارتين)، غير أن الفيلم تخلّى بسهولة عن الأسئلة الجندرية والعرقية والسلطوية العميقة التي طرحتها الكاتبة جاعلاً من روايتها في الفيلم مجرّد قصّة رومانسية.

0 تعليق

التعليقات