جورج حرو... بيروت ما بتنتسى

  • 0
  • ض
  • ض
جورج حرو... بيروت ما بتنتسى
أدى الاغنية الفنان نقولا الاسطا بصوته الجبلي الزحلاوي المحبب

تحت عنوان «بيروت ما بتنتسى»، تنضم اغنية المايسترو والموزع الموسيقي العميد جورج حرو قائد موسيقى الجيش سابقاً الى مجموعة الأغاني التي تتوسل آلام وأحزان عاصمتنا بيروت لتحاكي وجع أهلها بصوت الضمير الذي يرعى الواقع بالامل والقدرة على التغيير. تحاول موسيقياً أن تشارك في إعادة بث روح إعادة البناء وبلسمة أجواء ووجدان الضحايا وما أكثرهم وعلى رأسهم تاريخ مدينتنا وملامح اهلها التي جاء الانفجار الأخير ليتوج مأساتهم بتدمير زَلزَلَ حياة البشر قبل الحجر. تأتي اغنية المايسترو حرّو لتُبلسم بقدرٍ ما أجواء الحزن والحداد ذات الوهج النوستالجي المفعم بحنين الناس الى ماضي طبع تاريخ مدينتهم بأجواء ساحرة لم تكن موجودة في كل المدن العربية الأخرى، قبل أن تغيّر الحرب الأهلية ذلك الواقع الجميل المتفرّد. رسم العميد حرّو أجواء الحزن والدمار بلحنه الذي يسير بالتعبير الموسيقي على نوتات مقام سلّم الـ «لا الصغير» الذي ينبض على ايقاعات مربّعة نجحت هي الأخرى في تصوير الحالة الشعرية لكلام الاغنية التي كتبتها زوجته المهندسة المعمارية هيفاء حرّو. كانت الأخيرة تستمع الى اللحن حين كان زوجها يتداول ملامحه على البيانو قبل التوزيع، فتفاعلت معه متعاطفة بتلقائية وانسجام روحي أدبي لتكتب له الكلام كله متوازياً فنياً بشفافيته اللحنية. أدى الاغنية الفنان نقولا الاسطا بصوته الجبلي الزحلاوي المحبب، ليعطيها من روحه الفنية تلك ما يثبّت التعبير عن جوهرها الفني! تبدأ الأغنية مسيرتها ببطء على سلم المينور على «اللا» بتفاعل لحني شفاف انطلق من التشيلو والبيانو كآلتين اساسيتين تنضم اليهما لاحقاً الآلات الأخرى حتى تصل الاغنية متفاعلة بألحانها الى منتصفها حيث تحدث نقلة مقامية جميلة من الـ «لا مينور» الى الـ «دو ماجور» لتفرض جواً من الأمل بالمستقبل حيث يلعب العميد حرّو على البيانو تلك النقلة بشفافية لحنية تذكّر بأجواء رحبانية الهوى شاركت فيها آلة للغيتار في رفد جملة البيانو ليتحرك التعبير الموسيقي بأجواء الامل على الماجور عند غناء جملة «لو تعرف شو قالوا أشعار، وعني شو قالوا الكبار». تعود الاغنية بلحنها ونسيجها الفني البسيط - الممتنع مُتابِعةً سيرها باجواء المينور متفاعلة بنوستالجيا تُصوِّر ماضي بيروت الجميل تختم به الأغنية كلامها موسيقياً بتعمّد أن ينتقل آخر أكورد فيها من المينور الى اللا ماجور محافظةً بذلك على شعور إستنهاض الهمم لاعادة بناء ذلك الماضي والتطلع الى المستقبل بثقه وامل معروف به تاريخ أهل هذه المنطقة التي لطالما نهضت من مآسيها لتواكب العالم بما يستحق! أغنية جميلة تقف بثبات مع مجموعة من الأغاني الجادة القليلة التي عرفت كيف تبتعد عن كل أغاني الهبوط والتخلف والدجل عن طريق محاكاة هموم التعبير الفني الصادق الذي يبلسم الجراح بصدقه ورفعته، ليساهم الفن في تغيير ذلك الواقع. باستثناء «أم. تي. في»، ستتناوب كل وسائل الاعلام المرئية والمسموعة على عرض هذه الاغنية ابتداءً من اليوم.

0 تعليق

التعليقات