ما يجمع فيرجينيا وولف ومي زيادة

  • 0
  • ض
  • ض
ما يجمع فيرجينيا وولف ومي زيادة
يحاول الكتاب إظهار رؤية الأديبتين النسوية المبكرة في أدب المرأة

«نساء في غرفة فرجينيا وولف»، كتاب صادر حديثاً عن «دار نينوى للدراسات والنشر» لأستاذة النقد الأدبي في «جامعة الكويت» سعاد العنزي. الكتاب بمثابة دراسة على كل من الأديبتين فرجينيا وولف ومي زيادة، تهدف الى تبيان رؤيتهما النسوية المبكرة في أدب المرأة، في وقت تم تجاهل جهودهما النقدية في الوطن العربي، والسبب الأساسي يتعلق بذكورية الثقافة العربية. لا يهدف الإصدار الى مناقشة الحركات النسائية العربية أو الغربية، بل تظهير مدى التشابك بين الأديبتين ومناقشة النقاط المشتركة بينهما. صحيح أن زيادة وولف تنتميان الى العصر نفسه، إذ ولدتا وتوفيتا في السنوات عينها تقريباً، الا أنّ كلاً منهما تتحدر من لغة وفكر تختلف عن الأخرى. بمعنى أن الكاتبة الإنكليزية تنتمي إلى فكر وثقافة المستعمر بخلاف زيادة التي تندرج ضمن الشعوب المستعمرة العربية. مع ذلك، نجد أن الأديبتين ناهضتا الإستعمار بكل أشكاله. يسلّط الكتاب أيضاً الضوء على ظروف حياتهما الأسرية والسوسيو ثقافية وتأثيرها على حياتهما الشخصية، وإحداث صدمة لدى كل واحدة منهما في المرحلة الأخيرة من حياتهما. كذلك، يفنّد الكتاب كيفية بحث الكاتبتين لتناقضات الثقافة الذكورية، بشكل عقلاني وايضاح التحيّزات الذكورية ضد المرأة عبر وضع المقارنات والمفارقات الحادة التي أنتجها كبار الفلاسفة. واللافت هنا، تبعاً للباحثة، أنّ كلاً من زيادة ووولف لم تتعرضا لقهر ذكوري بسبب البيئة المنفتحة التي تنتمي اليها كل منهما، مما يعطي النتاج الأدبي أهميةً، بخاصة أنه لا يقع تحت وطأة التجربة الشخصية. عدا عرض الكاتبة للفصول الأخيرة من حياة الأديبتين، إذ عانت كل منهما أحداث الموت والفقد، مع فارق أن فرجينيا تركزت معاناتها على الإغتصاب ومشكلة العقم، فيما عانت زيادة من محاولة وأدها ثقافياً وإنسانياً وتآمر عليها الأقربون، ووصلت الى مرحلة الشك والوسواس القهري. ومع ذلك، استطاعت كل منهما أن تلتزم قضايا مجتمعها وتأخذ دوراً تنويرياً. إذ اهتمت وولف بضحايا الفاشية والإستعمار، فيما أعلنت زيادة رفضها لأي منتج ثقافي ألماني وقت الحرب الألمانية. وتخلص الكاتبة الى أن الأدب النسوي في منطقتنا العربية ما زال ناشئاً سيما في الخليج العربي، مما يحتاج الى مراجعة ومناقشة، وقدرة المرأة على تمثيل موضوعاتها بحرية من دون خوف من المؤسسات الثقافية والإجتماعية.

0 تعليق

التعليقات