قبل ستة أعوام، قام تنظيم «داعش» الإرهابي بتحطيم تمثال الموسيقار العراقي عثمان الموصلي (1845-1923)، لدى اجتياحه مدينة «الموصل»، ليعود وينير مدينته، بعدما أعيد بناء التمثال ونصب في مكانه. هكذا، أضيء التمثال وأنار ظلام المدينة بسبب انقطاع الكهرباء. ويعدّ الموصلي، من أعلام مقرئي القرآن، وأحد رواد نهضة الموسيقى العربية، وكان معروفاً بشاعريته وصوفيته وغزارة ألحانه الموسيقية. شكلت بغداد نقطة تحوّل في حياة الموسيقار العراقي، وكذلك مدينة «الموصل» التي تابع فيها دراسة القرآن، وانضم الى «القادرية الصوفية» وبعدها الى «الصوفية الرفاعية والمولوية». برز عثمان الموصلي، في اسطنبول، عاصمة الأمبراطورية العثمانية آنذاك، ليصبح أشهر قارئي القرآن، وانتشر اسمه واسعاً في مجالات الغناء والتلحين، خاصة في قصر السلطان عبد الحميد. ومن هناك انتشر اسمه بشكل كبير وساهمت المدينة التركية في تأسيس علاقات له وطيدة مع مشاهير عصره. في مصر، أدخل الموصلي، نغمات الحجاز كار، والنهاوند وفروعهما، وقام بادخال المقام العراقي، الى الموسيقى. ومن أبرز تلاميذته في مصر، سيد درويش، الذي التقى به في دمشق، وتتلمذ على يده لمدة 3 سنوات، وقام الموسيقار المصري باقتباس موشحات دينية وأغان من الفنان العراقي. كما كان للموصلي فضل كبير في بروز موهبة سيد درويش، وامن برز اقتباساته أغنية «زوروني كل سنة مرة» التي كانت موشحاً دينياً بعنوان «زر قبر الحبيب مرة»، وأغنية «طلعت يا محلا نورها» التي عرفت قبلاً كموشح ديني. كما تميزّ بخصال وطنية، وكان من أكبر مؤيدي استقلال العراق عن الاحتلال البريطاني.