نشرت «منظمة التحرير الفلسطينية» على حساباتها الإفتراضية أخيراً تسجيلاً مصوّراً، يظهر قيام شاحنة صهيونية تسير ببطء ومحمّلة بحجر كبير، يحوطها جنود اسرائيليون ويؤّمنون لها الطريق. الشريط الذي عنونته «قوات الإحتلال تسرق حوض العماد الذي يعود تاريخه الى القرن السادس من بلدة تقوع شرق بيت لحم»، اثار زوبعة في الأوساط الفلسطينية، والجهات المعنية بحماية الآثار والتراث. فقد اقدم جنود الإحتلال على سرقة حجر المعمودية الأثري، الذي يعود الى الفترة البيزنطية، ويحتوي على رسوم وكتابات قديمة، محفورة، يعود تاريخها الى ما قبل 1600 عام، ويعدّ من أقدم الأجران الأثرية حول العالم. عضو «اللجنة التنفيذية» للمنظمة حنان عشراوي، دعت «المجتمع الدولي»، ومؤسساته وهيئاته من ضمنها «اليونسكو» الى تحمّل المسؤولية وحماية التراث الفلسطيني، ومحاسبة ومساءلة الإحتلال على سرقته الممنهجة للموروث الحضاري والتاريخي والديني في فلسطين. وأكدت عشراوي بأن هذه الممارسات تأتي في اطار «سياسة اسرائيل المرتكزة إلى النهب المنظم»، و«البلطجة والنهب والسرقة». ولفتت الى أن هذه السرقات استهدفت العديد من المواقع التاريخية التراثية والدينية، بعد اقفال الإحتلال لمحيط «جبل الفرديس» بالأسلاك الشائكة ونصبه بوابة على المدخل المؤدي اليه، وعزله عن بلدة «بيت تعمّر» (شرق بيت لحم)، الى جانب اقتحامه المتواصل لبلدة «سبسطية» (محافظة نابلس)، في محاولة منه للسيطرة على المعالم الأثرية هناك.