نشرت «دار آبيك» الجزائرية بياناً اليوم تضمن تفصيلاً عن اعتداء موصوف تعرّض له كريم الشيخ، مدير الدار المعروفة بمنشوراتها ذات التوجه الديمقراطي التنويري، وهي أيضاً متخصصة إلى حد كبير في نشر الأدب الإفريقي، وعرفت أيضاً بتعاطفها الكبير مع القضية الفلسطينية. وهي إضافة إلى ذلك حاضرة من خلال مديرها كريم الشيخ وزوجته سامية زناد عبر أنشطة ثقافية وخيرية تركّز فيها على الضعفاء وذوي الحقوق. وقد فتحت الشرطة الجزائرية تحقيقاً حول الاعتداء الذي يبدو أنه ذو خلفية ايديولوجية وسياسية في الوقت الذي تمر فيه الجزائر بمرحلة حساسة حيث النقاش مستمر حول المسودة الجديدة للدستور الجديد. وجاء في بيان الدار: «نحيط بعلم أبناء بلدنا أنه يوم الخميس بتاريخ 25 حزيران (يونيو) 2020، في حوالي الساعة الثانية عشر ظهراً، تعرض الناشر كريم شيخ إلى اعتداء عنيف في قلب منزله الملحق بمقرنا الاجتماعي. و لما كان لينجو من هذا الاعتداء، لو لم يلذ المعتدي بالفرار بفضل قدوم الجيران بعد سماعهم للضجة التي أحدثتها مقاومة الناشر له. إن قرار الإعلان عن هذا الاعتداء، الذي اتخذناه بعد تفكير ملي، لم يأت بغرض نشر قصة على عمود الجرائم مستغلين في ذلك مكانتنا كناشرين أو بغرض الإفصاح عن حيثيات هذا الهجوم المنظم، أو تخطي تحقيقات رجال الشرطة الذين يحوزون على الأدلة و إفادات الضحية و الشهود. وحده التحقيق الذي فتحته الأجهزة المختصة للشرطة القضائية المكلفة بهذه القضية هو الذي سيحدد دافع ارتكاب هذا الاعتداء و هو الذي سيدحض أو سيؤكد تخوفنا من ارتباط هذا الاعتداء بأعمال النشر التي نقوم بها. لا يمكننا تجاهل حقيقة تزامن إصدارنا الأخير مع جبهة العنف المفتوحة والمؤججة على مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى منصات أخرى وضعتنا نحن وأشخاصاً آخرين نُصب أعينها. في هذا الجو المشحون بالهستيريا والشقاق و القذف، نجد أن العنف الرمزي، الذي يقصي كل رأي مغاير و يولد أشكالاً أخرى من العنف، قد وصل إلى درجة مقلقة للغاية. إننا نطالب أبناء بلدنا بتوخي الحيطة و الحذر». وختم البيان: «لا يمكن أن تولد «الجزائر الجديدة» من رحم النقاشات المثيرة للجدل التي تمنع كل تدبر وتحليل للتصريحات العامة لمختلف الأطراف، لا يمكن لـ «الجزائر الجديدة» أن تقوم إلا على أساس نقاشات ديمقراطية، صريحة و تعددية. أوليست هذه القاعدة نفسها التي ينص عليها التعبير العلني؟ اليوم، لا يعد النقاش الجزائري، المتناقض،الشامل، الحي و البناء ضرورياً فحسب بل واجباً وأملاً و استجابةً لتطلعات ملايين الجزائريين الذين طالبوا بإعادة البناء والتحلي بالشجاعة من أجل ابتكار المستقبل»