المونتاج هو أحد أهم نقاط القوة في الفيلم
بداية الفيلم هي النهاية. نعلم منذ الدقيقة الأولى أن كارليتو (آل باتشينو) لديه حلم واحد: الابتعاد عن كلّ شيء وعدم العودة. الذهاب إلى جزيرة لبيع السيارات المستعملة. تلك الجنة، تلك اليوتوبيا البسيطة تمثّل هدفاً وهو يسير نحوها بكلّ قواه. المشكلة أن ماضيه وكلّ من حوله، أصدقاء وشركاء، سيصعّبون الأمر عليه بشكل لا يصدق، إلى درجة أنه سيضطر إلى العودة لعاداته لمجرّد البقاء على قيد الحياة. لن يكون من السهل تجنّب السجن أو الموت للوصول إلى حلمه.. ثمن يجب عليه دفعه. كارليتو يحبّ بطريقته الخاصة. يفهم الصداقة بطريقته الخاصة. يعيش على طريقته الخاصة ويموت على طريقته الخاصة. وحدته هي تمرّد وحلم بالفرار من عالم منافق وملتوٍ، حيث لا جرائم ولا قتل خدمة لصديق. تبقى عينا باتشينو السوداوان ولحيته السوداء محفورة في أذهاننا كتعبير عن الإرادة وكرامة رجل يفهم أخطاء الماضي ويطلب فرصة واحدة فقط، لأنه يعرف أنه لن يعود ليرتكب الخطأ مجدّداً.
«طريق كارليتو» عمل كبير من التسعينات، يظهر آل باتشينو فيه عبقرتيه، ويظهر شون بن أنه ممثل كبير، ويأسرنا دي بالما مجدّداً ويجعلنا نقع في السينما الخاصة به، بطريقة أكثر إقناعاً وتحريكاً وإثارة من أي وقت مضى في فنّ السرد بالصور. فالمونتاج هو أحد أهم نقاط القوة في الفيلم، يعود به دي بالما ليظهر إتقانه.
Carlito’s way
بدءاً من الأول من تموز على نتفليكس