مزادات «كريستيز» للفن الأفريقي المنهوب؟

  • 0
  • ض
  • ض
مزادات «كريستيز» للفن الأفريقي المنهوب؟
ستبيع «كريستيز» المنحوتتين النيجيريتين المسروقتين في مزاد نهاية الشهر الحالي

لم يعد الأمر كما كان عليه في السابق في ما يتعلّق بالآثار والتراث الثقافي المنهوب من أفريقيا خلال فترة الاستعمار. في السنوات الأخيرة، نجحت الدول الأفريقية في استرجاع بعض آثارها المعروضة في متاحف الدول الأوروبيّة، منها فرنسا وبريطانيا. آخر الحملات صوّبت باتجاه «مزادات كريستيز» التي تعتزم بيع منحوتتين نيجيريتين سرقتا خلال الحرب الأهلية في نيجيريا (1967 ــ 1970). الفنان والمؤرّخ الفني النيجيري شيكا أوكيكي_ أغولو أثار الموضوع في منشور على صفحته على إنستغرام قبل أيّام. وقد طالب «كريستيز» بإعادة النظر في بيع المنحوتتين المقدستين لدى شعب الإيغبو في نيجيريا، مؤكداً أنه ليس من حقّها أن تبيعها. وقال أغولو إن المنحوتتين اشتراهما جامع الأعمال الفنية الفرنسي جاك كيرشاش خلال فوضى الحرب الأهلية في البلاد، فيما أشار إلى أن هذه السرقة هي ذكرى أليمة خلال الحرب، التي كانت سبباً في اختفاء هذه القطع الفنية تدريجاً. وفي تصريح صحافي مع ARTnews، قال أغولو إنه «لا يجب على أحد أن يبيع هذه القطع الآن، لأنه فن الدم، مثلما هناك ألماس الدم، سأسمي هذا «فن الدم»»، قاصداً بدلك عمليات تهريب الأعمال الفنية من مناطق الحروب في أفريقيا. هكذا جاءت اتهاماته واضحة للمزاد الذي ستقيمه «كريستيز» في باريس نهاية هذا الشهر، والمخصّص للفن الأفريقي تحديداً. علماً أن انتقادات كثيرة طالت هذا المزاد لاحتوائه عدداً كبيراً من القطع الأفريقية المنهوبة من بلدانها الأصلية، مثل بعض المنحوتات من بينين. كلّ هذا لم يدفع «كريستيز» إلى التراجع عن مزادها، فقد حاولت بالطبع الدفاع عن «حقّها القانوني» في بيع القطعتين النيجيريتين (خصوصاً أن السعر الأوّلي لكلّ منها يتجاوز الـ 300 ألف دولار)، وسواها من القطع الأفريقيّة المسروقة، مبرّرة ذلك بأن كيرشاش اشتراها من بائع أفريقي. أما منشور أغولو الطويل والمؤثّر، فقد قدّم رواية أخرى تماماً لهذه السرقة، إذ جاء فيه «بينما كان حوالي 500 ألف، و3 مليون مواطن يموتون من مرض الكواشيوركور والجوع في بيافرا، وبينما كان الأطباء الفرنسيون في بؤر الحرب يؤسسون ما بات يعرف بـ «أطباء بلا حدود»، ذهب مواطنهم السيد كيرشاش إلى المنطقة ذاتها ليشتري الإرث الثقافي الأهلي، من بينه المنحوتتان اللتان ستبيعهما كريستيز». النقاش الذي أثاره المنشور، يستحضر نضالاً طويلاً من أجل استرجاع الإرث المنهوب خلال فترات الاستعمار والحروب. فهل تتراجع دار المزادات الشهيرة عن بيع القطع؟

0 تعليق

التعليقات