-1-الوحدةُ اكتملتْ بأني صرتُ أعرفُ
كيف أفقدُ نصفَ عقلي
ربع عقلي
كل عقلي
ثمّ أرجعُ للأملْ.

-2-
الوحدةُ اكتملتْ
بعائلتي وبي
والبيتُ قنبلةٌ تَفَجّرَ بعضُ ما فيها
وأُبقي بعضُ ما فيها
لأوقاتٍ من الملَلِ الذي بعد المَلَلْ.

-3-
الوحدةُ اكتملتْ
ولي كُتبٌ أمامي مزّقَت عَيْنيّ
في استخراجِ أجدادي
من التاريخ والحِكَم الرشيدةِ والغزلْ.

-4-
في غرفةٍ
في غرفةٍ أخرى
وفي غُرفٍ تحاولُ أن تُسليني
فأهربُ لا يُسليني سوى وعدٍ أفَلْ .

-5-
الوحدةُ اكتملتْ
وذاكرتي تُعِدّ الشايَ للماضين
كي يأتوا فنشربَهُ
على شرفِ الهوى الباقي
ولكنْ
لا عناقَ.. ولا قُبَلْ.

-6-
الوحدةُ اكتملتْ
وفي المقهى غبارٌ فوقَ طاولة الشبيبة
والصداقةُ أسبلَتْ كتِفينِ
وانحنت المفاصلُ
فالجميعُ تخيلوا طبقَ «الكورونا»
واكتفوا بالصّيتِ منه
وحاذروه إلى سهولٍ أو ملاجئ أو جبلْ .

-7-
فوق الشريط مُعلّقٌ
مثل العصافير التي آخت رجالَ القرية
انتشرَت تُقدّس ربّها عمّا حَبَاها
من طعامٍ أو عَمَلْ
لكنني في وحدتي أتقمّص
الأشجار والأسفار
حيث أعودُ مَطْوِيّاً على نفسي
أحدثها.. وأوهمها لَعَلّ.

-8-
سألَ الكورونا عنكَ فادخلْ واختبئ
فرّ الجميعُ
كأنهُ ميزان يوم الحَشْر جاء:
تلاطمٌ بين الوجوهِ
وبالصدورِ
وضربةُ الأقدامِ تعلن أنها
منذ الصباح استسلمتْ
لا فارسٌ يعلو.. ولا ينجو بطَلْ.

-9-
لا
لستَ في سجنٍ لتسقطَ في العِلَلْ
في السجنِ أنتَ محطّمٌ
ومُخلعُ الأبوابِ
مسنودٌ إلى أضغاثِ شُبّاكٍ بقربِ السقف
أما حيث أنتَ
فإنها الدنيا بملء يديكَ
تحضنها.. ولكنْ بالمؤجّلِ
فابتسامةُ قلبك ارتحلت إلى أجلٍ
وأنتَ إلى أجَلْ.

-10-
الوحدةُ اكتملتْ
وجاري كان جاري
ثمّ أصبح كالغريب مسافراً،
ما بيننا كانت «مراحبُ»
أو حديثٌ
في الزيارة
فانهزمنا
غَلّ في نظراتنا عصبُ الوَجلْ.
زمنُ الكورونا
مرّ في دمنا المعذب واغتسَلْ.

-11-
ضجَرٌ يخاطبُ نفسهُ
ضجَرٌ يداعبُ نفسهُ
ضجَرٌ يُقلّدُ نفسهُ فأسوقُهُ
ويسوقُ بي سيارتي لنغير الأجواء
نعبرُ شارعاً أو شارعَين
فنَمتلي ضجراً من الصمت الذي
بين الشوارع
ثمّ نرجعُ خائبينِ إلى الفراغ بما حمَلْ.

-12-
لا شيء في الاثنينِ في الثّلاثاءِ
أو في الأربعاء
وذاك يومُ الجمعةِ المحسود
قبل السبتِ والأحدِ
انتهت أيامنا...
أين الخميسُ؟
هل اختفى وانسلّ من ديباجةِ الأسبوع
من طول الكسَلْ؟

-13-
يا من يُذكرني بأيامي التي رقّمتُها
كي لا أضيعَ ولا تضيع
فجاء «كورونا» وبدّدَنا معاً
عبد الغنيّ أم الخميس أنا
وماذا يفعل الأسبوعُ ناقصةٌ لياليهِ
ويعصرهُ الخَلَلْ.

-14-
الوحدةُ اكتملتْ
أنا في البيت مَنسيٌّ
ألا هاتوا الكورونا كي أعانقَه
عناق الراحلينَ.. على عَجَلْ.