ورحل رياض عصمت... الحزن يليق بالثقافة السورية
غيّب الموت، أول من أمس، رياض عصمت (1947 ــ 2020)، في أحد مشافي شيكاغو، إثر إصابته بفيروس كورونا. وكان الراحل أحد أعمدة الثقافة السورية الموسوعية، وإن صبّ اهتمامه الأساسي في المسرح كاتباً ومخرجاً وناقداً. دراسته الأدب الإنكليزي في جامعة دمشق فتحت أمامه آفاقاً واسعة للاطّلاع على المسرح الشكسبيري، والمسرح الإغريقي، قبل أن ينجز نصوصه الخاصة، مثل «لعبة الحب والثورة»، و«الحداد يليق بأنتيغون»، و«هل كان العشاء دسماً أيتها الأخت الطيبة»، وصولاً إلى مسرحة الموروث الشعبي العربي «عبلة وعنتر»، و«السندباد»، و«ليالي شهريار»، و«طائر الخرافة». هكذا، شغل رياض عصمت الخشبة بأعمال متفاوتة الجودة، في فرجة لم ترقَ إلى ما شهده المسرح السوري في فترة السبعينيات المزدهرة. لعل حضوره النقدي كان أكثر أهمية لجهة التوثيق والقراءة التطبيقية، كما في «المسرح العربي وسقوط الأقنعة الاجتماعية»، و«بقعة ضوء: دراسات تطبيقية في المسرح العربي»، و«المسرح العربي بين الحلم والعلم»، بالإضافة إلى عنايته بدراسة القصة السورية كتابةً ونقداً، إذ أضاء تجارب جيل السبعينيات بقراءات نقدية رصينة في «قصة السبعينيات». تنقّل الراحل بين مناصب كثيرة منها: مدير الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، عميد المعهد العالي للفنون المسرحية، سفير، وزير للثقافة وأستاذ زائر في «جامعة نورث وسترن» في الولايات المتحدة.