وأخيراً، ستنشر رواية Les Inséparables لسيمون دو بوفوار بعد أكثر من سبعة عقود على كتابتها. الرواية التي تستند إلى علاقة دو بوفوار مع الشابة إليزابيث زازا لاكوان، بدأت كتابتها سنة 1954، أي بعد خمس سنوات على صدور أشهر مؤلّفاتها «الجنس الثاني». تغطي الرواية فترة من سيرة دو بوفوار من خلال شخصية سيلفي، وعلاقتها بأندريه (زازا) التي تطوّرت خلال سنواتهما الدراسيّة، قبل أن تنتهي مع وفاة زازا في عمر مبكر. وفي الخمسينيات، واجهت الرواية الحميمية، صعوبة كبيرة في النشر، خصوصاً أنّها، وفق النقاد، تحدّت كل الأعراف الثقافية والاجتماعيّة حينها. فقد وصف الناشر الرواية بأنّها عن علاقة صديقتين كانتا تواجهان كلّ الأعراف والأفكار التقليدية عمّا يجب أن تكون عليه المرأة في النصف الأوّل من القرن العشرين، مثل العفّة والطاعة والتخلّي منذ الصغر عن اهتمامها وشغفها. وأضاف الناشر أنّ علاقة دو بوفوار مع زازا، أثّرت بشكل كبير على المرأة التي صارتها لاحقاً. فبينما «وجدت دو بوفوار طريقها إلى الحريّة، رحلت زازا قبل أن تصل إليها». بقيت الرواية في الأرشيف المنسي للكاتبة الفرنسية، قبل أن تنبشها أخيراً ابنتها بالتبني سيلفي لو بون – دو بوفوار التي قرأتها للمرّة الأولى سنة 1986. وسيلفي هي التي كتبت اللمحة عن الرواية التي من المتوقّع أن تنشر بالفرنسية في تشرين الأوّل (أكتوبر) المقبل عن دار Éditions de l’Herne، وبالإنكليزية سنة 2021، فيما بيعت حقوقها حتى الآن إلى دور نشر بلغات عدّة. وذكرت ابنة دو بوفوار أنّ والدتها كانت قد أتلفت عدداً من المسودات قبل رحيلها لكنّها أبقت على هذه الرواية وأوراق أخرى، تاركة لابنتها قرار نشر ما تجده مناسباً.