في ظلّ توقف المعارض الفنية حتى إشعار آخر مع استحالة جمع عدد من الأشخاص في مكان واحد ربطاً بتدابير الحَجر المنزلي منعاً لتفشي فيروس كورونا، لم يتأخَّر «ملتقى الألوان الفني» في ابتداع الحلّ، فكانت فكرة إقامة معارض جماعية افتراضية بتقنية ثلاثية الأبعاد يتجوّل المشاهد بين لوحاتها تماماً كما لو كان في معرض حقيقي. التجربة دخلت سريعاً حيّز التطبيق مع المعرض الأوّل الذي أقيم في أواخر آذار (مارس) الفائت وحمل عنوان «ورد الحياة»، وكان عبارة عن تحية للأمهات في عيدهن، حيث تمّ تصميم فيديو بالتقنيَّة المذكورة مدته 15 دقيقة بمشاركة أكثر من 90 فناناً تشكيلياً ونحاتاً ومصوّراً فوتوغرافياً من لبنان وبقية أنحاء العالم.
وتُعتبَر مبادرة الملتقى الأولى في العالم العربي من حيث الشكل والتنفيذ، وهي تنقل الفن التشكيلي ــ بالإضافة إلى النحت والتصوير الفوتوغرافي ــ إلى منزل المتلقي، أسوةً بمبادرات أخرى طالت الأنواع الفنيَّة المختلفة في زمن كورونا، في سبيل الاستمتاع بتذوّق الفن من دون مخالفة تدابير الحَجر، فضلاً عن توثيق الأعمال الفنية، ومن بينها تلك التي تحكي بالريشة زمن كورونا وتتضمّن رسائل توعوية أو تضامنية، بطريقة جميلة وراقية ومبتكرة.
يذكر أنّ «ملتقى الألوان الفني» الذي يرأسه الفنان التشكيلي محمد علوش، تأسس في عام 2015، وهو يعمل على تأمين مساهمة فعّالة للفنانين (رسم، نحت، أشغال يدويّة وحرفيّة) والأدباء والشعراء في النهوض بالمشهد الثقافي اللبناني والعربي وتشجيع الإبداع، وتصدر عنه صحيفة «الألوان» الإلكترونية، فيما ينشط على خط إقامة الندوات والدورات والمعارض والمؤتمرات والورش الأدبيّة والفنيّة والأمسيات الشعريّة.