في هذه الأوقات العصيبة، لا يمكن لأحد تجنّب التساؤلات القلقة حول الماضي والمستقبل. ضمن هذه الأجواء العالميّة المضطربة بسبب انتشار الوباء، طرحت «منصة فنية مؤقّتة» (T.A.P) مجموعة من الأسئلة حول دور الفنانين والمفكرين والمنسقين الفنيين ومسؤوليتهم في التصدي لهذه الكارثة الصحيّة التي ستترتب عليها آفات اجتماعية لاحقة. من هنا أطلقت المنصّة سؤالاً عما إذا كان «بإمكاننا تسخير العمل الجماعي كممارسة - مشتركة - لتلبية احتياجات المجتمع، وبالتالي مناقشة واقتراح إمكانيات بديلة لمستقبلنا المقبل؟». هذه الأسئلة هي التي تدفع ممارسة المنصّة حالياً في تفكيرها وعملها على المشاريع المقبلة. إلى حين انقضاء هذه الأزمة، شاركت «منصة فنية مؤقّتة» بعضاً من مشاريعها السابقة التي كانت قد قامت برقمنتها. أبرزها عمل «شو هيدا؟ ــ متحف متحف».(https://www.chouhayda.com/chapter-1) الذي أنجزته الفنانة اللبنانية الأميركية أنابيل ضو قبل عامين (ضمن تعاون بين «بما» (بيروت متحف الفن) و«منصة فنية مؤقّتة»). العمل الفني الذي أقيم في «المتحف الوطني في بيروت» وحول آثاره المعروضة، سعى إلى تقديم سير شفوية جديدة للقطع الأثرية، لا تمتّ بصلة إلى تاريخها الفعلي واللمحة المتحفية المرفقة بها.إذ دعت أنابيل ضو مجموعة من سكّان المدينة، وطرحت عليهم بعض الأسئلة مثل «هل قتلت حدا؟»، «مين عنده سلطة هون؟»، و«شو صار بوجّك؟»، و«إنت مين؟»، «خايفة؟ خايف؟»، «انت لبناني؟» بهدف كتاب سير بديلة للمنحوتات من خلال إجابات المشاركين التي تمّ تسجيلها وإرفاقها بالقطع. العمل الذي يخرق صمت المتحف وتاريخه الثقيل، ينفذ من خلال إجابات المتفرّجين إلى الوعي الجماعي للمدينة التي تقبع فيها هذه الكنوز الأثريّة، حيث تكشف إجابات المشاركين عن هواجس اجتماعية وفردية كثيرة.
بالإضافة إلى هذا المشروع المرقمن، أطلقت المنسّقة الفنية اللبنانية أماندا أبي خليل (مؤسّسة «منصة فنية مؤقّتة») مع منسقتين أخريين هما شيرين كرم وبيانكا بيرناردو منصّة رقمية جديدة بعنوان Covideo19 (https://www.covideo19.art/)، لنش ورفع أعمال فيديو معاصرة من حول العالم يومياّ، داعين المتفرجين إلى إعادة مشاهدتها في الحجر المنزلي.