بعدما أعلنت إدارة «مهرجان كان السينمائي» عن تأجيل دورته الـ 73 حتى الأول من تموز (يوليو)، فتحت مدينة كان الفرنسيّة أبواب الجناح المخصّص للمهرجان، أمام المشرّدين والفقراء. الجناح الذي كان يفترض أن يستقبل في أيار (مايو) المقبل نجوم السينما العالمية ومخرجيها وبعض فعاليات المهرجان الفنيّة ومؤتمراته، تحوّل إلى إقامة للمشرّدين في المدينة التي اتخذت بلديّتها هذا الإجراء بالتزامن مع ارتفاع حالات وفاة المصابين بفيروس كورونا في فرنسا. هكذا تحوّلت وظيفة الجناح تماماً في أقلّ من شهر، إذ باتت القاعات مجهّزة لاستقبال حوالي 50 متشرّداً لحمايتهم من الفيروس، خصوصاً أولئك المعرضين للإصابة بالعدوى عبر تنقّلهم في الشوارع والأماكن العامّة. وبالعودة إلى سياقه وجوائزه في السنوات الأخيرة، يمكننا القول إن سيناريو المهرجان نفسه تبدّل خصوصاً بعدما منح سعفته الذهبيّة في العامين الأخيرين إلى فيلمين يتناولان الصراع الطبقي هما Shoplifters وParasite. تتويج يأتي كما لو كان إعلاناً مسبقاً لمصير المهرجان وجناحه في المدينة السياحيّة. علماً أن إدارة أكبر المهرجانات العالميّة، كانت من آخر الفعاليات الفنية والسينمائية التي تعلن تأجيل موعدها بعد تردّد في البداية، قبل أن تعترف أخيراً بأن فيروس كورونا سيكون السبب في تأجيل المهرجان.