مع بلوغه السبعين من عمره، سيقوم بيدرو ألمودوفار بتجربة سينمائية تعدّ الأولى في مسيرته بعد انتظار طال سنوات. أخيراً، أعلن المعلّم الإسباني في مقابلة مع IndieWire أنه يعتزم تصوير فيلماً جديداً في نيسان (أبريل) المقبل، بعد عام كامل أمضاه في عرض فيلمه الأخير «ألم ومجد» الذي ترشّح لأوسكار أفضل فيلم أجنبي. يعدّ المشروع الجديد استثنائيّاً في سيرة ألمودوفار، إذ أنه فيلمه الأوّل باللغة الإنكليزيّة بعد 21 شريطاً باللغة الإسبانيّة منذ بداية الثمانينيات. قبل سنوات، كان مقرّراً أن تؤدّي الممثلة الأميركية ميريل ستريب بطولة فيلمه «خولييتا» إلا أنه تراجع عن هذه الخطوة، ليعود ويصوّره باللغة الإسبانيّة. لكن الفيلم الجديد الذي يفترض أن يصل إلى 15 دقيقة، بدأت تضح ملامحه فيما يتوقّع أن يصبح جاهزاً للعرض بدءاً من الخريف المقبل. المخرج الذي عرف بتعامله مع عدّة ممثلات إسبانيات بشكل دائم، أبرزهن بينيلوبي كروز، وقع اختياره على الممثّلة البريطانيّة تيلدا سوينتن التي ستؤدي الشريط بمفردها برفقة كلب فقط. وقد اقتبس ألمودوفار العمل من مسرحيّة «الصوت البشري» (1929) للفنان الفرنسي جان كوكتو المؤلّفة من فصل واحد حول امرأة تجري الحوار الأخير مع حبيبها على الهاتف. لكن ثمة بعض التعديلات التي أجراها المخرج مع سوينتن على النص الأساسي، حيث ستحاول المرأة خلال المكالمة أن تقنع حبيبها بألا يتركها. هذا التصرّف بات يبدو كموضة قديمة وفق ألمودوفار الذي عبّر عن صعوبة أن تجد امرأة تتوسّل إلى حبيبها بألا يتركها هذه الأيام، «هذه العقليّة لم تعد موجودة». لكن المخرج كشف عن مشروع آخر باللغة الإنكليزية، إذ صرّح بأن فيلمه القصير الذي سيصوّر في مدريد هو أشبه تمرين قبل البدء بانجاز فيلمه الروائي الطويل باللغة الإنكليزيّة قريباً بالاستناد إلى مجموعة قصصيّة للكاتبة الأميركيّة لوسيا برلين بعنوان A Manual for Cleaning Women. ومن المفترض أن يصوّر الفيلم الروائي بين أوكلاند وسان فرانسيسكو، ما يعتبر تحدياً بالنسبة إلى ألمودوفار الذي لم يصوّر في أميركا من قبل.