أسهمت عدسة تيري أونيل (1938 ــ 2019) في صناعة الألق البصري للثورة الثقافية والاجتماعية في لندن الستينات. ولاحقاً، بالكاد نجا أحد من مشاهير ونجوم الستينيات والسبعينات في العالم من كاميرته، أكان في جلسات تصوير خاصّة أم في لقطات الباباراتزي أشهرها صورة الممثلة الفرنسية بريجيت باردو، وهي تضع السيجار بين شفتيها. أخيراً، رحل المصوّر البريطاني، بعد صراع مع السرطان، في منزله في لندن، مختتماً بذلك رحلة فوتوغرافيّة استمرّت حوالى ستين عاماً، اصطاد فيها أشهر نجوم السينما والموسيقى والثقافة الشعبية، خصوصاً في فترة السبعينيات الصاخبة في أميركا وأوروبا. وصل أونيل إلى التصوير الفوتوغرافي بالصدفة. كان يحلم بأن يكون عازف درامز، فتقدّم للعمل في «شركة الخطوط الجوية البريطانية» طمعاً بالوصول إلى أميركا، للالتحاق بمشهد الجاز الموسيقي هناك، لكن الشركة منحته وظيفة مصوّر تقني. بعدها انتقل للعمل في جريدة «دايلي سكيتش» نهاية الخمسينيات، حيث تمثّلت مهمّته في تصوير الفرق الشبابيّة الصاعدة في شارع آبي رود. بداية الستينيات، وقف أمام كاميرته أعضاء فرقة «البيتلز»، وتبعهم بعدها موسيقيون آخرون مثل فرانك سيناترا وإلتون جون، وفرق «ليد زيبلين»، و«الرولينغ ستونز» و«كوين» وصولاً إلى المغنية إيمي واينهاوس التي اعتبر أونيل أنها آخر النجوم الحقيقيين الذين صوّرهم. أما الوجه المفضّل والأكثر إلهاماً بالنسبة إلى أونيل، فقد كان ديفيد بووي الذي التقط له مجموعة من أشهر البورتريهات في جلسات تصوير خاصّة، وخلال جولاته الفنيّة. كان تيري من أوّل الحاضرين إلى مواقع تصوير الأفلام الأوروبيّة والأميركية، فأنجز بورتريهات لشون كونري وأودري هيبورن، وإليزابيث تايلور، وباردو، وزوجته السابقة فاي داناواي التي التقط لها واحدة من أشهر صورها في منزلها صباح اليوم التالي لفوزها بـ «أوسكار» أفضل ممثّلة عام 1977. إلى جانب العالم الفني الصاخب، أنجز صوراً للملكة إليزابيث، ووينستون تشرشل ونلسون مانديلا وآخرين.
بريجيت باردو عام 1971


ديفيد بووي عام 1974