هل هي الثورة التي حلموا وبشّروا بها وانتظروها طويلاً كي تأتي، فاستحالت فصلاً خامساً خلف الفصول الأربعة، فصلاً يُنكرِه أخوته؟ أم أن الأخ المرميّ في الجب جاءت سيّارةٌ من غير قماشة المثقفين، فأدلت دلوها لتسحبه من أيديهم وتضعه في الشوارع، فوضى ورقصاً وأهازيج يتبعها المثقفون لا العكس؟ هل هي ثورة سيقول فيها الشعراء ما قاله نيرودا ولوركا وناظم حكمت وشعراء البروليتاريا في زمن مخملي قديم؟ أم أنها ستكون مزركشة بما فاض به معجم الإمبراطورية التي فاقت روما جبروتاً وطغياناً من مفردات؟ أم أن قاموس التمرد سيقتصر على تنويعات البلد الذي يحترق، البلد الصغير الذي كتب الروائي الروماني فرجيل جورجيو صاحب «الساعة الخامسة والعشرون» عنه ما يلي، مستنداً إلى ما ورد في الكتاب المقدس: «هكذا كان موسى الإنسان الوحيد الذي رأى الله، ولو من القفا. لكن، لما كان من يحصل على كنز ثمين يرغب في المزيد، وجّهَ موسى ذات يوم التماساً جديداً إلى الله، «قال ربي دعني أجوز فأرى الأرض الصالحة التي في عبر الأردن، هذا الجبل الذي اسمه لبنان»، فأثار هذا الطلب الجديد سخط الله وقال له «لا تزد الكلام معي في هذا الشأن». أنا أظن أن الله منع موسى من دخول لبنان لأن الله خلق هذا البلد ليقيم هو فيه، لا من أجل أصدقائه، وكما لكل رب بيت غرفة يخص بها نفسه، لبنان هو مثل هذا الشيء، هو بلد خصصه الله لسكناه». «كلمات» استطلعت ما كتبه شعراء وشاعرات وصحافيين وفنانين عرب ولبنانيين حول الثورة في أيامها الأولى عبر صفحاتهم الافتراضية، ونقلت ما دوّنه روائيوه من انطباعات حول الحراك الذي هو أشبه بمطهر دانتي، بين جحيم الطوائف وفردوس الوطن الحُلم.
محمد علي شمس الدين
سبع نقاط حول الثورة الشعبية الراهنة
١- هي لحظة تاريخية نادرة لم يسبق لها مثيل في ذاكرتنا القريبة من الجمهرات التاريخية اللبنانية التي كانت تؤسس لمفهوم الشعب اللبناني.
٢-من حيث هي ظاهرة عابرة للطوائف والزعامات التقليدية، فإنّ أساسها الفكري ضمناً قائم بالمعنى المدني للمواطنة وليس بالانتماء الطائفي، وهي حقيقة واضحة في الهتافات والتصاريح المعلنة للجمهرة الثائرة.
٣- لا ثورة من دون نظرية ثورية في رفض الانتماء الطائفي الصارخ والتنصل العام للجمهور من زعاماته الطائفية الواصل لحدود الشتيمة والانتقاد الحاد لرموزه التاريخية الطائفية والمناطقية. يضاف الجزء الآخر الأكثر أهمية وهو أنها ثورة ذات طابع طبقي واضح من خلال الشكوى العامة الاقتصادية العابرة للمناطق والطوائف لكل متظاهر في مطلبه الخاص ومطلبه العام الجامع المعيشي.
٤- سلّم المطالب من خلال البيانات والهتافات يتدرج من المطالبة بإلغاء الضرائب والرسوم على الطبقات المتوسطة والفقيرة والمطالبة بتنفيذ وعود الإصلاح المالي والاقتصادي ومحاسبة الفساد المالي والفاسدين وينتهي بالمطالبة بإسقاط النظام بكامله.
٥- ليس لهذه الثورة الشعبية قيادات نقابية أو حزبية أو طلابية أو فكرية وثقافية كما ينبغي. أكاد أراها ثورة فطرية بلا قيادات كما ينبغي للثورات في التاريخ وهذا مصدر من مصادر الخوف عليها أن تُسرَق أو تتبدد في فسوخ المذاهب والزعامات التقليدية، ما يعني أنّ الظروف التنظيمية النقابية والحزبية والفكرية الفلسفية غير موجودة لاستكمال الفعل الثوري. الشعب سابق لتنظيماته ومفكريه وأحزابه وطلابه وهي كوادر التغيير والثورة، هنا اقترح إنشاء قيادة لهذه الحركة.
٦-تصرُّف المسؤولين بعامة هو تصرف النعامة. كيف لم يخرج رئيس الدولة مثلاً حتى الآن ليقول شيئاً، أيّ شيء؟ لا سيما أنّ له تاريخاً غير ملوث مالياً وله مواقف عنيدة وجريئة في ما يعتقده هو الرئيس وهو رأس المسؤولية.
٧-وأخيراً حتى الآن تحققت نتيجتان ملموستان من الثورة: الأولى منعُ السلطة أياً كانت من التفكير بأعباء وضرائب جديدة على الطبقات الثائرة، والثانية كشف عورة نظام المحاصصة الطائفي السائد والمهترئ، وهو أساس البلاء وحامي حمى الفاسدين من الزعماء.

(هيثم الموسوي)


شوقي بزيع
في ساحة الشهداء/ حيث اللبنانيون ينتفضون لكرامتهم، ويخوضون، بعد تسعة عشر عاماً من تحرير الأرض، معركتهم الأقسى والأهم من أجل تحرير الإنسان من المهانة والعوز، وكسر الحلقة الجائرة لنظام الملل المذهبية المتحدة، وحيث يتولون بأنفسهم كتابة القصيدة الأجمل التي عجز الشعراء عن كتابتها.

جبور الدويهي
كالعادة في هذه الأحوال، إن فرض رسم على الواتس آب أشعل الاحتجاجات لكن إلغاء هذا الرسم لن يسكتها. لهجة الناس عالية وحارقة لا توفر أحداً وأحزاب السلطة تجتهد لاحتواء الظاهرة والالتفاف عليها. قبولهم بحكومة تكنوقراط هزيمة أُولى لهم.

ربيع شلهوب
الواضح أن ورقة الإصلاحات أو الورقة الاقتصادية ستكون مكتوبة بلغة جذرية وسيسمع اللبنانيون خطاباً مختلفاً جداً لأول مرة. الانتفاضة الرائعة وغير المسبوقة هزت الدولة العميقة في لبنان وباتت الاوليغارشية المالية تشعر بالخوف وبانعدام قدرة الطبقة السياسية ــــ التي بالكاد تحمي نفسها الآن ــــ على حمايتها من التجمهرات الشعبية الملتفة حول مطالب عابرة للمصالح المذهبية والفئوية والمناطقية: استعادة الأموال المنهوبة ورفع الضرائب عن جيوب الفقراء وتحسين الخدمات. السؤال الذي يدور والمتعلق بلماذا لم تلجأ السلطة الى هذا من قبل طالما هي قادرة؟ الجواب بـ «بساطة» أنها وفي تناقضات مصالحها وفي غمرة اعتقادها بانعدام وجود فائض شعبي خارج «شوارعها»، لم تكن تستطيع ولم تكن تريد. هذه الانتفاضة أعطت من هو قادر على اتخاذ القرار تفويضاً لاستخدامه في وجه مراكز القرار العميقة في الدولة بقدر ما وجهت له إنذاراً بضرورة اتخاذ القرار غير المتلائم مع مصالحه الخاصة.
السلطة مرعوبة اليوم بكل معنى الكلمة وهي تشعر أنّ الارض تميد بها وواحد من المكتسبات الاساسية للانتفاضة الشعبية أن الشعب بات قادراً على التحرك في وجه السلطة بشكل تلقائي في كل مرة يشعر فيها أن حقوقه الاساسية مهددة من قبلها.
لا نريد لهذه الانتفاضة أن تنتهي...
أيضا لا نريد لهذه الانتفاضة أن تنتهي بشارعين
لا نريد «٨ و١٤» جديدتين.

عيسى مخلوف
هذه ليست ثورة فقط، هذا عرس وطني كبير.
مهما هدّد عمّال الخراب ومهما فعلوا بعد اليوم، فإنّ الصوت الهادر في الساحات هو المُنتصر.
الزعامات الطائفيّة التي احتلّت البلد عقوداً من الزمن وشوَّهت رسالته وراهنت على انصياع الناس لها جيلاً بعد جيل، جاء من يعرّيها ويكشف حقيقتها، ويكسر حاجز الخوف، ويعلن الآن أمام العالم ولادة لبنان الجديد.

وديع سعادة
إلى حشود المتظاهرين في لبنان من أجل حقوقهم وإلى الذين قبلهم استشهدوا من أجل هذه الحقوق، قصيدتي هذه:
الذي قتلوه ودفنوه
لأنه أكل ثمرة
نَبَتَ هيكله العظميّ
وصار شجرة.

بسام منصور
ليس مستغرباً ما يحدث في لبنان اليوم وأن الشباب انفجروا في كل حدب وصوب ضد مجمع السلطات من مصاصي الدماء الذي يتحكمون بمستقبل الناس وأرواحهم. المستغرب أن الذي يجري اليوم لم يحدث منذ زمن بعيد، لأن المسؤولين اللبنانيين، على أطيافهم، يتصرفون، ولا سيما في العقود الأخيرة، كأنهم أصحاب شركات خاصة، وأنهم هنا ليزيدوا من ودائعهم الخاصة التي مصدرها المال العام.

نجوى بركات
شباب لبنان، طلابه وتلاميذه
لا تغادروا الشارع!
من دونكم لا يوجد أمل

أنطوان أبو زيد
نصف دهر حتى يعرف الناس أنهم متشابهون، وينشدون الاغنية نفسها والبلاد نفسها، وهو أمر عظيم! من هنا يمكن لنا أن نستأنف كلامنا في ما بدأناه منذ أربعين عاماً! ويمكن أن نسجله حتى لو لم يعد ثمة مكان كثير أو منابر متاحة لنشر ما نثرثر فيه. المهم أن الحجر عاد الى معناه والماء كذلك. والخريف العتيق عاد أيضاً برائحته الساذجة الأولى، على الرغم من الحريق الآتي وحيواناته الهاربة!

لينا كريدية
المعارك لا تنتهي.
كل أنواع المعارك. هي فقط قدراتنا ورغباتنا التي تختل.
ما بين الوجه المحارب والوجه الذي يرغب بنوم عميق يوجد العديد من الأقنعة الساقطة.

(مروان طحطح)


محمد ناصر الدين
يا شجر الجنوب المقطوع
إنه ثأر العصفور.

سمر دياب
من لا يعرف ماذا يعني أن يُشتم زعماء الطوائف والمناطق ويداسون في معاقلهم في لبنان تحديداً، لن يفهم أن ما يحدث يشبه المعجزة. نحن نعرف.

فوزي ذبيان
فيما يتعلق بالكتّاب او الشعراء أو اصحاب الاطروحات النظرية الخطيرة من الذين كانوا مع الحراك ثم انقلبوا عليه ما إن صدرت التعليمات بذلك، نقول: كل نثركم وشعركم واطروحاتكم وكل ما تتفوهون به في امسيات الحمرا وصباحات مقاهيها لا يتجاوز أن يكون مياهاً آسنة فوق مرحاض قذر من الرخام. أنتم لا شيء، ظلال لرجل ميت، عفونة خضراء فوق خبز بيروت.

مهدي منصور
إلى طلابي الأحبة، لا امتحانات إلا امتحان الحياة... ولا اختبار إلا اختبار الحرية...
في الساحات لا قاعات الدراسة، تعالوا نصنع وطناً لا تهاجرون منه بعد الجامعة..
كما وأطلب من زملائي الأستاذة تقديم تصحيح النهج على تصحيح المناهج.
الآراء التي تقول إن اللبنانيين شعب مرح ويحب البسط هي آراء ثقافوية مضللة. الفقراء لم يملأوا الساحات بعد، لكنهم سيفعلون (محمد مهدي عيسى)


دارين حوماني
هذا اللبنان الجائع الثائر اليوم لا يصلحه إسقاط حكومة ولا يصلحه حتى انتخابات مبكرة بقانون انتخابي صنعوه على قياسهم ليكملوا مسلسل النهب. لبنان يحتاج الى ثورة فكرية ومن الجذور على زعماء الطوائف الذين يحملون شعار حماة الطائفة.. نحو مجتمع مدني يبني دولة حيث لا دولة، فقط لصوص..

زينب عساف
طبعاً سيقمعون المظاهرات، يشيطنوها، وربما لا تصل أبداً الى أهدافها. الغوغائية جزء من الثورات. لكنهم لن يقتلوا نبض جيل كسر الخوف #لبنان_ينتفض

لولا رينولدز
كان الدرج طويلاً حين أمسكتَ بيدي
وكان نزولي يشبه الحرب في شوارعنا.

لوركا سبيتي
لي أمنية صغيرة جداً بحجمِك. كثيرة جداً ككثرة الحزن في بلدي. ضرورية جداً كالحرية... عالية جداً كجباه الفقراء... كالصوت الصادح في الساحات... ملحّة جداً كالثورة... ومضيئة كالآتي... وحقيقية كالحب... أن تولدي يا صغيرتي مع ولادة وطن جديد... أخضر فعلاً... طرقاته توصل الى الحق... بيوته دافئة ومطمئنة... إنسانه عاقل وحرّ.
هي أمنية انتظرت عمراً بأكمله وتستطيع أن تنتظر قليلاً بعد... حتى ولادتك.

عباس الحسيني
أفتخر بأني كتبت رواية «26 ساعة بنك اوف اميركا» قبل عام ونصف من الآن وقبل الثورة وحيث اعتبرها البعض بمثابة مانيفستو للعنف الثوري والتي كانت تشبه أحداث اليوم. شباب اليوم يجب أن ينجحوا حيث لم يستطع الشباب آنذاك.

نسرين كمال
تبدو صورة رجال الدين من الطوائف المختلفة وهم يشبكون الأيدي من المشاهد التمثيلية المضحكة التي سئمناها. الانعتاق من الطائفية هي حالة عفوية لا تستوجب التكرار والتأكيد (نؤكد دوماً ما هو قابل للغياب أو الكسر) هي حالة ذاتية داخلية بعيدة عن المسايرة والتملق. لعل أجمل ما في انتفاض الشعب اليوم هو أنه قد يشكل مخاضاً لما نحلم أن يكون شعباً لا قبائل.

فوزي يمين
انتفاضة، عرس، قيامة.
رأيْنا هذا في الساحات، سمعْنا ذلك في الصرخات.
وهررتم كلّكم دفعة واحدة كالتفّاح في موسم البرَد: الآلهة، الأصنام، الرؤساء، المافيات، العصابات، القادة، القوّاد، القضاة، المقاولون، ملوك الطوائف، الزعماء، التجّار الفاسدون...
ثلاثون سنة بأيّام قليلة.
سقطتم من ضمائرنا ووجداننا وثيابنا مع كامل أوساخكم ونذالاتكم وصفقاتكم وأعلامكم وإعلامكم...
لفظناكم مثل «تشكيبة» أخيرة ونهضنا مغسولين بالحرّية،
تظلّلنا راية واحدة مصنوعة من قماش السأم منكم، باهرة من شذا التعب.
كفى
أعيدوا لنا الأموال التي نهبتموها من جيوبنا الدم الذي مصصتموه من عروقنا الهواء الذي سحبتموه من رئاتنا.
طفح الكيل
الصمت الجرح الظلم الوجع القهر الفقر الحرمان، كلّه على السطح.
طاف النهر.
ولا رأس لنا بل الموقف الواحد،
ولا مركز لنا بل الشارع،
ولا مرجع لنا بل أنفسنا،
لذلك من الصعب التحكّم بنا والسيطرة علينا.
انتبهوا
الأمل عندما يطلع من آخر اليأس يسطع كألف شمس.

باسكال صوما
قررت الدولة أن تدخل إلى هواتفنا علناً، أخبرتنا أنها ستتجسس على اتصالاتنا وستعرف متى نجريها، وستحاسبنا على ذلك.
هذا القرار قبل الـ ٢٠ سنتاً وقبل الـ ٦ دولارات، هو خرق للخصوصية وتلصص علينا وعلى قصصنا وتدخل سافر في حيواتنا الخاصة.
وهذه قمة الحقارة!
ثم طبعاً قمة الجشع!
هل المطلوب أن نتوقف عن الاتصال بأهلنا وأصدقائنا وألا نسمعهم صوتنا كما عبّر صراحةً وزير البيئة؟
هذه ليست دولة، هذا قصاص!

محمد مهدي عيسى
الطبقة الوسطى تحتل وسط العاصمة. هذه هبّة الطبقة الوسطى إلى حد بعيد، وهي الطبقة التي تقف اليوم أمام تحدي الإفقار والانحدار بشكل متسارع. الفقراء لم ينزلوا بكثافة بعد وهم يراقبون الأحداث ويتهيبون الانهيار لأنهم لا يدخرون شيئاً للأيام السوداء المقبلة (بخلاف الطبقة الوسطى المتظاهرة). ولأنها هبّة الطبقة الوسطى، أنتم ترون كل هذا الجو الاحتفالي هناك وتلاحظون غلبة الطابع الترفيهي (حتى عرنوس الذرة يعد ترفيهاً للفقير). الآراء التي تقول إن اللبنانيين هم شعب مرح ويحب البسط هي آراء ثقافوية مخاتلة ومضللة. الفقراء لم يملأوا الساحات بعد، لكنهم سيفعلون.

كميل حمادة
صديقي الذي التوى كاحله وتمزقت أربطته في الحراك.. والذي استدان من مدخرات زواجه لنشتري خيمة وكرسيين ليكونا مساحة حوار حضاري ثقافي.. صديقي هذا ليس ممولاً من السفارات. هو صورة المثقف الشاعر الواعي..
أما أولئك الوصوليون، فسيلفظهم الحراك لفظ اللقمة المنتنة.

سليم علاء الدين
مواطن يسقط طائرة استطلاع اسرائيلية في الجنوب وتحركات لاسقاط الفاسدين والنظام الطائفي في كل المناطق اللبنانية.. كل الحب

عماد حمزة
المنظومة الحاكمة
تتصرَّف كأنَّ الملايين في الشوارع
تصفّق لها.

كامل صالح
ما أبشع «المثقف» و«الأكاديمي» و«الشاعر»... عندما يصبح بوقاً لسلطة فاسدة بأمها وأبيها.
#عهد_الشعب_القوي

محمد محسن
عدت الآن إلى البيت. طرقات بيروت معظمها مقطوع. نيران تتراءى من بعيد. في الحمرا، ومار الياس، وراس النبع، وبشارة الخوري، وطريق الجديدة، والكولا، وكورنيش المزرعة. بيروت كلّها صورة عمّا جرى في وسطها. بيروت اليوم انتفضت بقلب مكسور وشعور ضمني من أهلها بالخذلان من «الدولة». عند مداخل الضاحية الجنوبية، غضب معيشي لم يسبق أن رأيته منذ سنوات طويلة. الطريق من منطقة دوار السفارة الكويتية نزولاً نحو مدخل الغبيري مروراً بالرحاب، كأنه ساحة حرب. الضاحية تلوّح بغضبها أيضاً. غضب للقمة العيش، وصحة الأطفال، وأحلام الشباب. غضب ليس لزعيم سياسي ولا لطائفة ولا لأحزاب. غضب ينهي مرحلة من استحقار الأحزاب اللبنانية لناسها واستخفافها بحياتهم. غضب يقول الناس من خلاله لأحزابهم: لم نعد ناسكم ولا نريد. يقود ذلك إلى حصيلة هذا اليوم التاريخي، ١٧ - ١٨ تشرين الأول ٢٠١٩: لم أرَ السلطة في لبنان خائفةً كما رأيتها الليلة.

رولا ماجد
في ١٧ تشرين زفرنا من رئة لبنان زعماء سقطوا من أعيننا كدمع ذاك المُسن الذي صرخ «موجوع»
في ١٧ تشرين زفرنا ١٢٨ أكسيد الكربون، زفرنا جوعنا وأفيوننا وموتنا.
في ١٧ تشرين كان الشعب هو طائر الفينيق الذي انتفض من رماد شعار #لبنان_يحترق ومن اختناقاته التقط أنفاسه التي كاد أن يخنقها رماد السياسة.

عبد الحليم حمّود
بالأمس كان القرار بتشويه التظاهرات «نظرياً»
اليوم «عملياً» بدأت الترجمة المباشرة بتعطيل هذه التظاهرات.
انها السياسة الحقيرة التي تشتغل بعقول الناس.
وما أسوأ أن تدافع عن إنسان أحمق. ستحمل قضيته، ويطعنك بحماقته.

باسل الأمين
إنّها روح انتفاضة مزارعي التبغ، وتجسيدٌ لوجع عمّال غندور، كأنه خريف عام 72 من جديد. الزمن هنا عالق، لا يتقدم، ولا تنفك الدولة بأسلحتها وكلابها عن سحبنا إلى خندق الموت القديم. الساعات التي أشار إليها الحريري كمهلة لن تكون بريئة أبداً، إنّه ذلك الوقت البشع، المتّشح سواداً وإقصاءً.

زنوبيا ظاهر
هكذا،
يسقُط ظلّ فوق الشتيمة
يصير لحماً
تنبتُ للشارع أيدٍ وأقدام
يركضُ
يرشُقُ
يحطّم الـ «باركميتر»
مواقف مجّانيّة
للغضب
هكذا
يسقُطُ خائفٌ في قلب الشارع
ثائراً
يهدهد لهُ:
هيلا هيلا هيلا هيلا هو
يا ملاكاً
«أزعر»

حسن نصّور
الثورة خيالٌ شديد الواقعية. خيال يسري بيننا في الهواء. تخيلوا ما أمكن. إنها فتنة المجهول. المجهول الضبابي الجميل. لا عودة إلى الوراء/ إلى الشارع/ لا تخرجوا منه.

ملاك مكي
تقول الاغنية عندما تجد من يحبك، يكون الطقس جميلاً. وعندما ينتفض الشعب يكون الطقس جميلاً.
الطقس في لبنان جميل ليس لأنّ بعد الشتاء ربيع، بل لأنه يمكن للعاصفة أن تكون جميلة والغضب جميلاً. الطقس في لبنان جميل، ليس لأنّ المناخ معتدل، بل إننا اكتشفنا، ما هو أبعد وأعمق وأجمل من مجرد تركيبات سياسية وهرمية، وسياسات اقتصادية ونقدية، اكتشفنا الأمل وكسر الخوف ورفض الذل، وهذه جميعاً ليس لها مجالس، ولا سنوات صلاحية، ولا دورات انتخابية، ولا أجندات خارجية، فالأمل يعشش في النفوس، في الذات الإنسانية، وينمو ويرفرف جميلاً.

علي الرفاعي
«حسناً... الحرائق التي التهمت منازل جيراننا حاضرة في ذاكرتي، وبيتي طفل أخاف على أطراف ثوبه من ألسنة النار»
ثم حدقت مليّاً لأجد نفسي ما زلت واقفاً على تقاطع الطرق نفسه، رافضاً الخَلف وخائفاً من الأمام.
فصرخت فلتسقط الشيزوفرينيا
وليسقط كل شيء
واليوم شمس جديدة، ومحاولة طاهرة جديدة لاستعادة ما يُسحب من تحتنا.
لن نترك الساحة للوصوليين
لن نترك الساحة للانتهازيين
لن نترك الساحة لعبدة المال والسلطة وأضواء الكاميرات
لن نترك الساحة للمصطادين في جرحنا وعرقنا ودمنا
تلوت صلاتي: «رب اجعل هذا البلد آمناً»
وها أنا أتهيأ للنزول إلى الشارع الذي آخيته.

عبير خليفة
الذل اللي عاشه اللبناني مش مؤامرة خارجية، العنف اللي صار قليل مقارنة بحجم المهانة. ما بصير شي إذا خاف الزعيم.

حسن المقداد
يبدو أن الوقت حان لأهجر هذا الخراب، على الأقل في مكان آخر سأورث أولادي انتماءً حقيقيّاً لوطنٍ يحبّهم فعلاً.

بهاء إيعالي
ذات يوم قلت إنّني لن أغادر هذه المدينة، بالأحرى لا أستطيع مغادرتها، ليقول لي البعض: مدري شوفيها هالمدينة لمكعبش فيها، كلها سلفية وزعران ومشكلجية. صمتت يومها ولم أجب.
اليوم وبعد كل هذه الإشادات بثورة المدينة من قبل القاصي والداني، وجدت عزائي أخيراً، وجدت أن افتخاري بأنّي ابن هذه المدينة كان في محله
#حبيبتي_طرابلس

سارة الزين
عندما يثور الشعب اللبناني ويغضب.
ثورة يعوّل عليها ضدّ الفساد والظلم والسرقات والمحسوبيات والطوائف والمذاهب والأحزاب.. ثورة لأجل الوطن والمواطن الحرّ!
هذه الثورة هي آخر أملٍ لنا.
أرجوكم لا تطفئوها قبل أوانها
نحتاج الى شحذ همم..
لا تنشروا منشورات فيها تثبيط للعزائم
إن لم تستطيعوا مشاركة المتظاهرين الأحرار فلا ترشقوا طريقهم بالحجارة..
كونوا يداً واحدة ضد كلّ الفساد ولو لمرة!