ألبوم «أغاني سرفيسات»: كوميديا سوداء من الشارعمنذ أكثر من ثلاثة أعوام، بدأت في «مترو المدينة» عروض «أغاني سرفيسات» ثم توقفت في مطلع 2018. عروضٌ اتّخذت من ثقافة النقل العام، لغة السائقين، مزاجهم ومذاقهم الفنّي، منطلقاً لمحاكاة واقع الشارع والحياة اليومية للناس، ليس فقط في لبنان بل في سوريا ومصر أيضاً. أمس، صدر ألبوم «أﻏﺎﻧﻲ ﺳﺮﻓﯿﺴﺎت ــ ﻧﻘﻠﯿﺎت اﻟﺤج» عن شركة «مستقل» في تعاونها الأول مع «مترو المدينة» وبدعم من جمعية «آفاق»، متضمناً أغاني تلك العروض التي نالت نجاحاً كبيراً. ذلك عائدٌ بدرجة كبيرة إلى تمكّنها من نقل لغة الشارع التي تُقصيها عموماً الأعمال الفنية. الأغاني التي كتبها ولحنها هشام جابر، تحاكي الواقع بسخرية وتتطرق لمواضيع مختلفة مثل الحبّ والثورة كما تضمنت إحالات سياسية على ما عاشته منطقتنا في السنوات الأخيرة. كذلك، نستمع في الألبوم المسجّل تسجيلاً حيّاً إلى أغانٍ عن الغربة وعن المرأة العربية، التحرش، عسكرة المجتمعات العربية وغيرها.

شارك في «أغاني سرفيسات» غناءً، ﻳﺎﺳﻤﯿﻨﺎ ﻓﺎﻳﺪ وﺳﺎﻧﺪي ﺷﻤﻌﻮن من لبنان، مريم صالح من مصر، ومعهم روبيرتو قبرصلي، الشخصية الهزلية الشهيرة لجابر، التي يعرفها الجمهور البيروتي منذ أكثر من عشر سنوات عبر عروض «ستاند أب كوميدي» عديدة. أما الفرقة الموسيقية فتتألف من مارك إرنست على البيانو، خالد عمران باص إلكتريك وكونترباص، سماح بو المنى على الأكورديون، وعلى العود الراحل عماد حشيشو. حشيشو الذي رحل في حادث سير في آذار (مارس) 2018، لا يزال حاضراً في أعمال زملائه وأصدقائه في «مترو المدينة». كما أن «نقليات الحج» التي أضيفت إلى تسمية العرض، هي تحية للموسيقي الشاب الذي كان يُعرف وسط أصدقائه بلقب «الحج».
وعن فكرة «أغاني سرفيسات» ونشأتها، ﻳﻘﻮل هشام ﺟﺎﺑﺮ اﻟﻤﺨﺮج اﻟﻔﻨﻲ ﻓﻲ «ﻣﺘﺮو اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ» أيضاً، إن اﻟﺴﺮﻓﯿﺴﺎت ﻓﻲ ﺑﯿﺮوت هي ﻣﺰاج وميزان الرأي العام اللبناني الحقيقي. ويضيف في البيان المرافق لصدور الألبوم، أن فكرة العرض هي سائق سرفيس يلف في شوارع بيروت ويصادف شخصيات لبنانية وسورية ومصرية، لكلٍّ منها حكاية وقصة ووجهة نظر يجري التعبير عنها بواسطة الكوميديا السوداء. وبات الألبوم متوافراً منذ أمس على منصات الاستماع وسيصدر على أسطوات CD تُباع في «مترو المدينة» وفي محلات مختارة.

معرض الكتاب: بدأ العد العكسي


أعلن «النادي الثقافي العربي» انتهاء التحضيرات لـ «معرض بيروت العربي الدولي للكتاب» في دورته الثالثة والستين، التي ستقام في قاعة «سي سايد آرينا» بين 28 تشرين الثاني (نوفمبر) و9 كانون الأول (ديسمبر) 2019. ودعا النادي جميع دور النشر والمؤسسات التربوية الراغبة في المشاركة في المعرض إلى الاتصال بإدارة النادي قبل 30 تشرين الأول (أكتوبر) 2019. ويشارك في المعرض حتى الآن أكثر من 150 دار نشر عربية ولبنانية، إضافة إلى عدد من الدول العربية والأجنبية (الكويت، سلطنة عمان، أوكرانيا).

نساء جورج باسيل


تحتل النساء لوحات جورج باسيل المعروضة في «غاليري Art on 56th» (الجميزة) ضمن معرض يحمل عنوان «كان يا ما كان». الفنان العصامي (1965) بدأ مشواره عام 1995، متّكلاً على مخزونه الداخلي من أحاسيس وتجارب شخصية. المعرض الذي يستمرّ حتى 26 من الشهر الحالي، يتضمن لوحات تركز على الشخصيات النسائية، هادفاً إلى التقاط هالتهن وجوهرهن ولغزهن. يستحضر الفنان جاذبية المرأة الأثيرية والصوفية، مستخدماً تقنية طبقات الصباغ، مثيراً رد فعل عاطفياً مع هذه اللوحات من خلال الهوية الهادئة للحاضنة. في هذا العالم المتسارع، يعيد باسيل خلق رؤاه على القماش، بشخصيات لامبالية بنظرة المتلقّي، بل تعيش في عالمها الخاص، تائهة في أفكارها ومشاعرها. إنّها موجودة بدون أي أحكام معيارية. للاستعلام: 01/570331

عمر راجح أخذ «مئذنته» إلى موسكو


عاد الكوريغراف اللبناني عمر راجح (الصورة) مؤسس فرقة «مقامات» من موسكو، حيث قدّم على خشبة مسرح البولشوي عرضه «مئذنة» الذي يمثّل لقاءً يجمع بين الفن المعاصر، وفنون الفيديو، وموسيقى معاصرة مستوحاة من التراث الموسيقي الكلاسيكي لمدينة حلب. ويتخذ العرض من تدمير مئذنة الجامع الأموي الكبير في حلب، والتي بُنيت منذ ألف سنة تقريباً، نقطة انطلاق ليسائل موقفنا إزاء تلك الأحداث، وكيف نقاوم عملية تخدير عقولنا وشلّها، ومواجهة صور الدمار ومصادرة مدن بكاملها وانتهاك إلفة الإنسان وخصوصيّاته بشكل يومي. بعد موسكو، يحل راجح على أوترخت في هولندا (الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر) ضمن «مهرجان الخريف»، ثم شالون سور سون في فرنسا يوم 19 تشرين الثاني.

جبران يخيم على «معهد العالم العربي»
شهد «معهد العالم العربي» في باريس انعقادَ المؤتمر الدولي الخامس للدراسات الجبرانية بتنظيم «مركز التراث اللبناني» في «الجامعة اللبنانية الأميركية» (LAU) تعاوُناً مع كرسي جبران في جامعة «ميريلند» الأميركية. جلسة الافتتاح كانت مع مدير المركز الشاعر هنري زغيب مضيئاً على دور المركز في عقد مؤتمرات وإصدار منشورات وإحياء أنشطة تُبرز حضور التراث اللبناني في وطنه وفي العالم، وهذا هو خامس مؤتمر دولي يعقده عن جبران بعد الثالث في بيروت والرابع في نيويورك. ثم تحدثت مديرة كرسي جبران مي الريحاني عن أهمية المرأة في حياة جبران ومؤلفاته، من أمه كاملة رحمة إلى ماري هاسكل إلى مي زيادة.


الجلسة الأولى كانت لروحانيات جبران تناول فيها ألكسندر نجار أهمية جبران كاتباً ورساماً حلوليّاً مؤمناً بوحدة الوجود. وتحدث دانيال لارانجيه (فرنسا) عن تأثير الفلسفة الارتقائية على كتابات جبران، وعرض جاد حاتم أثر الصوفية في نصوص جبران تركيزاً على مقطوعته «إِرَم ذات العُمُد». وختم الجلسة الأب خليل شلفون متناولاً حضور يسوع في عقيدة جبران ومؤلفاته.
الجلسة الثانية تخصصت في أثر جبران في العالم العربي وعصر النهضة، تناول فيها بطرس حلّاق (سوريا) الرهان الوُجودي في أدب جبران، وبحث عيسى مخلوف في معالم جبران الإصلاحية، فيما عرضت إليزابيت سايلور (الولايات المتحدة) مسألة الواقع السياسي في قصص جبران القصيرة، وختمت مريم بوغَشيش (الجزائر) بعرضها حضور مؤلفات جبران في دول المغرب العربي.
الجلسة الثالثة كانت البحث في الترجمات التي لحقت بمؤلفات جبران، تناول فيها عبدالله نعمان إشكالات الترجمة والتخبُّط الذي عرفته ترجمات عدة لمؤلفات جبران، وعرض فرنشيسكو ميديتشي (إيطاليا) بلوغ ترجمات كتاب «النبي» 111 لغة في العالم بين اللغات المكتوبة وتلك المحكية ولو في اللغة الواحدة. وتخللت الجلسات قراءات من نصوص جبران («المواكب»، «النبي») تولَّاها المسرحي الفرنسي هامو غْرايا. ثم كانت في الختام مفاجأة المؤتمر بمشاركة كيتلين تواين، حفيدة شارلوت تيلر التي كانت صديقة جبران في فترته النيويوركية الأولى (1911-1912) فكشفت جديداً من تلك العلاقة التي أثمرت رسم جبران وجوهاً عدةً لتلك السيدة الأديبة التي شغف بها كثيراً وكانت كذلك صديقة لأمين الريحاني.