لم يسلم التينور الإسباني بلاسيدو دومينغو من موجة «Me too» لمناهضة التحرش الجنسي وفضح المتحرشين، إذ اتهمته ثماني مغنية وراقصة بالتحرش بهنّ. في تحقيق أجرته وكالة «أسوشييتد برس»، وجه هؤلاء الاتهامات لدومينغو في حوادث حصلت على امتداد ثلاثة عقود منذ أواخر الثمانينيات، وقد جرت في أماكن بما فيها دور أوبرا حيث شغل الموسيقي مناصب مهمة. ست نساء أخريات ادعين أن دومينغو، الذي كان مرتبطاً بزوجته الثانية السوبرانو مارتا أورنيلاس منذ عام 1962، أشعرهن بعدم الارتياح باقتراحاته الجنسية. كذلك، قال عشرات الاشخاص العاملين في مجال الاوبرا أنهم شاهدوا الفنان الحائز جائزة «غرامي» لمرات عدة، يعامل النساء الأصغر سناً بطريقة جنسية غير لائقة. إحدى النساء اتهمت دومينغو بوضع يده تحت تنورتها، فيما قالت ثلاث أخريات إنه قبّلهن بالقوة، في غرفة تبديل الملابس، وغرفة أوتيل وفي لقاء على الغداء. في هذا السياق، قالت إحداهنّ، إن الأخير حاول مسك يدها في ذلك اللقاء، ووضع يده على ركبتها: «لقد كان يحاول اللمس دائماً بشكل معين، ودائماً يحاول التقبيل».
سبعةٌ من اللواتي اتهمن دومينغو، قلن إن عملهن تأثر سلباً بعدما رفضن اقتراحاته الجنسية. كذلك، قالت المدعيات إنهن كنّ يتلقين اتصالات من دومينغو في وقت متأخر ليلاً بحجة ضرورة مقابلته لإعطائهنّ نصائح تخص مسيرتهن المهنية.
امرأة واحدة بينهن، الميتزو سوبرانو باتريسيا وولف، قبلت بذكر إسمها في التحقيق الصحافي. أما الأخريات ففضّلن أن يبقين مجهولات، لانهن ما زلن يعملن في هذا المجال.
في المقابل، لم يرد دومينغو (78 عاماً) على الأسئلة التفصيلية للوكالة الاخبارية، لكنه قال في بيان إنه يعتقد أن علاقاته حصلت جميعها بالتراضي. وأضاف أن الادعاءات من هؤلاء الاشخاص الذين لم يذكروا أسماءهم، وتعود الى 30 سنة، «مزعجة جداً وهي مفتقدة إلى الدقة». وتابع الفنان الاسباني أنه «مع ذلك، من المؤلم أن أسمع أنني أزعجت أحداً أو جعلته يشعر بعدم الارتياح، مهما كان ذلك قد جرى منذ وقت طويل، وبمعزل عن حسن نواياي. أعتقد أنّ كل تفاعلاتي وعلاقاتي كانت رضائية ومرحّباً بها. الناس الذين يعرفوني أو عملت معي، يعرفون أنني لست شخصاً قد يؤذي عن عمد، أو اعتدي أو أحرج أحداً».
إلى ذلك، قال دومينغو «أعرف أن القواعد والمعايير التي نقيَّم على أساسها اليوم، تختلف جداً عما كانت عليه في السابق. أنا محظيّ أنني حصلت على أكثر من 50 سنة عمل في الأوبرا وسأحرص على الالتزام بأكثر المعايير ارتفاعاً».