توفي التشكيلي الفرنسي الفنزويلي، كارلوس كروز دياز قبل أيام عن 95 عاماً في باريس، واضعاً حداً لمسيرة فنية طليعية حافلة. عرف كروز دياز كأحد أشهر فناني أميركا الجنوبية في النصف الثاني من القرن العشرين، وقد عرضت أعماله الرائدة في الفنّ الحركي في متاحف أساسية حول العالم. تابع كروز دياز دراسته في كاراكاس، ثم عمل كمدير فني في وكالة «ماكان إريكسون» الأميركية ورساماً لدى صحيفة «إل ناسيوناله» الفنزوالية. في تلك الفترة، قاربت رسماته الانطباعية مواضيع اجتماعية وسياسية. في عام 1957، أسّس مدرسة فنون بصرية في كاراكاس، ثم انتقل الى باريس حيث علّم وأصبح مواطناً عام 2008. اهتمّ كروز دياز بالألوان بشكلٍ أساسي وبدورها الحيوي في العمل الفني. استخدم الراحل في عدد من لوحاته اللون والخطوط لخلق عرض مشوش قد يتغير شكله بالاستناد إلى زاوية نظر المشاهد، وكان يقول في هذا الإطار إن فنه غالباً ما يتغير، لأن الضوء يتغير بشكل متواصل.
وقد تميّزت أعماله بارتباطها بالحيّز العام، إذ نفّذ كروز دياز العديد منها في مدن عدة، فنجد له رسومات في شوارع لندن، ليفربول، لوس أنجلس وغيرها. في مقابلة له مع «أسوشيتد برس»، قال كروز دياز إنه لطالما اعتقد أن «الفن لا يجب أن يكون معزولاً عن المجتمع. الفن هو طريقة للتواصل، ولا يجب أن يكون مسجوناً بين أربعة جدران. لذلك أحببت أن أقدم فني في الشارع وتقديمه للجميع».