في 17 تموز (يوليو) الحالي، شهدت سينما «أمبير» في الأشرفية العرض الأول لـ «كيليكيا، أرض الأسود». تبرز الثلاثيّة السينمائية فصلاً من أهمّ الفصول في التاريخ الأرمنيّ عن مملكة كيليكيا في آسيا الصّغرى، التي دام وجودها ثلاثة قرون (1080 – 1375)، عندما تصدّى الأرمن للأعداء وناضلوا في سبيل الحرّيّة، وخلقوا إمارة ثمّ أسّسوا مملكة قويّة. ويتألّف الفيلم من ثلاثة أجزاء.لهذا العمل معنى خاص في الثقافة الأرمنية، بحيث كانت القرون الثلاثة من التاريخ أكثر من كافية لترك بصمة أبديّة على صفحات التاريخ وفي قلوب الأرمن جميعاً. يحكي هذا العمل عن تاريخ مملكة كيليكيا القوية والمزدهرة. ونظراً لطابعه التّاريخي، يتصدّر الفيلم الإنتاج السينمائي الأرمني.
جاء هذا العمل بمبادرة من عائلة خشادوريان في لبنان وفرقة «كوهار» ليسهم في الحفاظ ونشر تاريخ مملكة كيليكيا الأرمنيّة. أُنتجت هذه الثلاثيّة وفق المعايير الحديثة لإنتاج الأفلام التاريخيّة، باستخدام تكنولوجيا متطوّرة من قبل شركة «دومينو» التي تتخذ من أرمينيا مقرّاً لها. يشكّل الجزء الأول مقدّمة للحقبة الأولى من تاريخ القرون الثلاثة لكيليكيا، بدءاً من تاريخ تأسيس الإمارة في القرن الحادي عشر، وصولاً إلى حكم أحد أعظم الحكام الأرمنيين، الملك ليفون من العهد الروبيني. أما الجزء الثاني فيتطرّق إلى طبيعة العلاقة داخل العائلة النبيلة والصّراعات الدائرة فيما بينها. وتتمحْور أحداث هذا الجزء حول الوريثة الوحيدة للعرش الكيليكي، زابيل. ومع زواجها من هِتوم الأول، ابن الوليّ على الحكم، استُبدل اسم الأسرة الروبينيّة الحاكمة بـ«الهِتوميّة»، على اسم الملك الجديد.
يقدّم الجزء الأخير لمحة عن الحقبة التي كان فيها لكيليكيا، المملكة الراسخة، علاقات ديبلوماسيّة وثقافيّة عديدة مع أوروبا. ولكن لاحقاً بدأت الغزوات المستمرّة تُضعف سلطة مملكة كيليكيا. وآخر المعارك المحتدمة ضدّ قوات المماليك، كانت قاضية، فسقطت المملكة بعد ثلاثة قرون من التّاريخ القويّ. يقدّم المشهد الأخير من الثلاثيّة مراسم دفن الملك ليفون الخامس، الملك الأخير لكيليكيا، الذي يقع ضريحه في بازيليك القدّيس دنيس في فرنسا.