منذ أكثر من سبع سنوات والنجم السوري أيمن زيدان يصرّ على الاعتكاف كممثل! ليس اعتزالاً للتلفزيون، إنما رغبة في الذهاب إلى أبعد مستويات الانتقائية، في زمن يجد فيه «أبو حازم» بأن الرداءة تتسيّد مشهد الدراما المحليّة! هكذا، اتخذ قرار اً نهائياً بأنّه لن يجسّد دوراً، إلا إذا وجد فيه مقومات تخوّله إظهار براعته، وإمكانياته كممثل وتضيف إلى رصيده الفني الحافل بأدوار البطولة المتباينة والنجاحات الكبيرة! لكن حتى لو ابتعد عن المسلسلات، فإن الشغل سيستمر بشكل دائم. أولاً على مستوى الفن السابع، يمثّل نجم مسلسل «نهاية رجل شجاع» (عن رواية حنا مينه كتابة حسن م يوسف وإخراج نجدت أنزور) في السينما باستمرار. آخر ما أطّل به كان دوره في فيلم جود سعيد «درب السما». إذ لعب فيه دوراً جديداً بالنسبة إليه، وللمنطق الأدائي الهادئ، كأنه ترك المسؤولية كاملة على المخرج، وتفرّغ فعلياً للدور. علماً بأنه عادة يقود مشاريعه بيده منذ زمن طويل، فيما قدّم تجربته الأولى كمخرج في فيلم «أمينة» (كتابته بالشراكة مع سماح قتال وجود سعيد ـ إنتاج «المؤسسة العامة للسينما السورية») وقد جال الشريط على مهرجانات عدّة وحاز جوائز في الفترة الأخيرة! على الضفة المقابلة، يعتصم الممثل المخضرم عند غرامه القديم أي خشبة المسرح! ينجز كل ما أتيح له الفرصة عرضاً يعتبره بمثابة تعديل مزاج وتسلية للروح. أخيراً أخرج أيمن زيدان عرضه المسرحي «3حكايا» (إعداده وإخراج عن نصوص للكاتب والمخرج المسرحي الأرجنتيني أوزوالدو دراكون، تمثيل: مازن عباس، حازم زيدان، خوشناف ظاظا، قصي قدسية، ولمى بدور). العرض يولّف مجموعة تقنيات مسرحية يحكي من خلالها سيرة فرقة مسرح جوّال تقدّم بصيغة المسرح داخل المسرح، وبالاستعانة بوجوه المهرجّين، بألوان تحيلنا إلى الشريحة المسحوقة، بمباشرة واضحة، ومحاولة تطويع التراجيدي ليصار إلى كوميديا سوداء، علها تؤثر بالمتفرج، وتثير ضحكته بذريعة معاناته، وبأسلوبية تعتبر هوية مسرحية بالنسبة لمخرج العرض الذي يشتغل يمنطق فرجة شعبية يريد لها الوصول إلى مختلف شرائح الجمهور!
* «مسرح الحمراء» (دمشق) ـ يومياً الساعة 7 مساء