في بيروت، وجدت فايا يونان (1992) «الحضن» لانطلاقتها الفنية. في العاصمة اللبنانية، أطلقت حملة التمويل الجماعي لإنتاج أولى أغنياتها المنفردة «أُحِبّ يديك» (كلمات مهدي منصور، وألحان وتوزيع ريان الهبر) بالتعاون مع فريق عمل لبناني. هكذا وُلد ألبومها الأوّل «بيناتنا في بحر» قبل أقل من ثلاث سنوات، كما يمكن اعتبارها شبه مقيمة في بيروت التي اشتغلت فيها على كلّ تفاصيل ألبومها الثاني المرتقب «حكايا القلب» (رؤية وإشراف حسام عبد الخالق ــ تسجيل استديو audio addicts البيروتي). لكل هذه الأسباب وأكثر، قرّرت الفنانة السورية الشابة أن تكون بيروت النقطة الأولى التي تعرّف فيها الجمهور رسمياً إلى العمل الجديد المؤلّف من ثماني أغنيات، أطلقت سبعاً منها بشكل منفصل بفارق زمني بسيط، خلال الأشهر القليلة الماضية على مواقع التواصل الاجتماعي ويوتيوب. ترافقت هذه الأعمال مع فيديو كليبات بسيطة تعاونت فيها مع شركة Fine Line Productions ووقّعها المخرج حسن سلامة. والأغنيات هي: «يا قاتلي» (كلمات مهدي منصور، ألحان فايا يونان، توزيع ريان الهبر)، و«كيفنا تنيناتنا» (كلمات لما القيّم، ألحان زياد سحاب، توزيع ريان الهبر)، و«غنِّ» (كلمات مهدي منصور، ألحان خالد الهبر، توزيع ريان الهبر)، و«يمكن نسي» (كلمات عدنان الأزروني، وألحان فايا يونان، وتوزيع ريان الهبر)، و«فليتلك تحلو» (قصيدة تُنسب إلى أبي فراس الحمداني (932 ـــ 968)، ألحان آري جان سرحان، توزيع ريان الهبر)، و«خلخالها» (كلمات وألحان وافي عبّاس، توزيع ريان الهبر)، و«صدى موالنا» (كلمات عدنان الأزروني، ألحان وتوزيع ريان الهبر) التي تدخل فيها يونان للمرّة الأولى عالم الدبكة. وهناك أغنية ثامنة مخصّصة لدمشق، ستحتفظ بها ابنة حلب إلى أن يحين موعد الجولة السورية في أيلول (سبتمبر) المقبل.
لا تخفي فايا رغبتها في إصدار الألبوم بشكل تقليدي إلا أنّها تدرك أنّ الأمر سيكون صعباً حالياً، لا سيّما في ظلّ تراجع هذه السوق والجنوح نحو الاستماع عبر الإنترنت. إلى جانب يوتيوب، ستكون كل الأعمال متوافرة للاستماع والتحميل عبر مختلف منصات الـ «ستريمينغ» الموسيقية، أي: «سبوتيفاي»، و«أنغامي»، و«ديزر»، و«آيتيونز»، و«سوندكلاود»...«سوّقنا لكل أغنية على أنّها حكاية منفصلة»، تقول فايا يونان لـ «الأخبار». وبما أنّ المحتوى يتميّز بالغنى والتنوّع لناحية اللهجات والمواضيع (الوطنية، الغناء، الحب...) والموسيقى، «تمكّنت بهذه الطريقة من تقديم شرح واف عن كل عمل وخلفيته، ولمست تفاعل الجمهور معه».
محطات صيفية في الأردن وتونس والمغرب والسويد


في عام 2016، كان «بيناتنا في بحر» يعبّر عن أفكار الشابة التي درست الاقتصاد وإدارة الأعمال في «جامعة غلاسكو» في ذلك الوقت، خصوصاً على صعيد الوطن والأرض (وجهك يا حلو، ولي في حلب). واليوم، يمكننا القول إنّ «حكايا القلب» يشبه فايا وما تريد التعبير عنه حالياً.
إذاً غداً، تلتقي فايا الناس في «ميوزكهول» على واجهة بيروت البحرية حيث ستغنّي على المسرح للمرّة الأولى مضمون الألبوم الثاني، إلى جانب مختارات من أعمالها السابقة من بينها «بيناتنا في بحر» و«يا ليته يعلم» و«في الطريق إليك»، فضلاً عن مختارات من التراث الغنائي الشامي والسرياني والجزراوي («جيرانة هالله هالله» مثلاً التي اشتهرت بصوت الراحل جان كارات)، من دون أن يخلو اللقاء من المفاجآت. في هذا الموعد، ترافق فايا يونان على الخشبة فرقة يقودها ريان الهبر، وتتألّف من الموسيقيين: وليد ناصير وعلي الخطيب (إيقاعات)، وبشار فحلو (قانون)، ورامي معلوف (فلوت)، وكريس مايكل (درامز)، ومحمد البرفت (كمنجة)، ونديم روحانا (أكورديون)، وأسامة الخطيب (باص). وفي 30 حزيران (يونيو)، تنتقل فايا إلى عمّان للقاء الجمهور الأردني للغاية نفسها، قبل أن تصل في الخامس من تموز (يوليو) المقبل إلى المغرب للغناء في سياق فعاليات «مهرجان تيميتار» في أغادير (بين 3 و6 تموز) الذي يمزج الفن الأمازيغي بالعالمي، ويستضيف أسماء من دول عدّة. وفي 18 من الشهر نفسه، تطلّ فايا على خشبة «مهرجان قرطاج» التونسي العريق (من 18 تموز لغاية 17 آب)، لتقوم بعدها بجولة فنية في البلد نفسه. السويد التي أمضت فيها يونان سنوات طويلة من حياتها ستكون لها حصة أيضاً، مع احتمال أن تشمل الحفلات الصيفية مصر كذلك.

* إطلاق ألبوم «حكايا القلب»: غداً الأربعاء ــ الساعة الثامنة والنصف مساءً ــ «ميوزكهول» (واجهة بيروت البحرية). للاستعلام: www.antoineticketing.com