تحت عنوان «تناغم» (In Harmony)، تخوض الفنانة اللبنانية تانيا صالح تجربة مهنية جديدة مليئة بالشغف مع إحدى أبرز الفنانات في ميدان الموسيقى البديلة والفن المستقلّ في السويد؛ لينا نايبرغ. لا يخشى هذا الثنائي استكشاف إمكانات جديدة في موسيقاهما. سوياً، تبتكران موسيقى تكرّم شعراء وموسيقيّين من جميع أنحاء العالم: السويد ولبنان وإيران والبرازيل وإنكلترا وكندا ومصر، وغيرها. تتجاوز موسيقاهما اللغات والعوائق الجغرافية وتحاول إيجاد أرضيّة عالميّة مشتركة لـ «إنسانيّتنا» الفنّية. هذا التعاون هو خلاصة مشروع مستمرّ تخوضه الفنانتان منذ أشهر، بمساعدة Re:Orient (تنظيم سيسليا هورنيل سونار). علماً بأنّ Re:Orient تأسست في عام 1993، وهي أكبر جهة منظمة للأحداث الثقافية والترفيهية في شمال أوروبي مع التركيز على الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومنطقة البلقان.
تقدّم تانيا ولينا موسيقى جديدة «نابضة بالحياة تعكس عالم اليوم»، وتتحضّران لتعريف الناس إليها في مواعيد عدّة تشمل مدناً مختلفة. تتولّى الفنانتان في الأمسيات المرتقبة مهمّة الغناء، على أن يرافقهما ثلاثة موسيقيين من الفرقة الثانية، هم: ديفيد ستاكناس (غيتار) وجوزف كاللردال (باص) وبيتر دانمو (طبل)، بالإضافة إلى المصرية نانسي منير على الكمان والبرتغالية سوزانا سانتوس سيلفا على الترومبيت.
البداية من «بين الفنّان حمّانا» (جبل لبنان) في 26 حزيران (يونيو) الحالي (س: 20:00)، ليحط العرض في اليوم التالي في عمّان ضمن فعاليات «مهرجان موسيقى البلد»، ثم في نادي الجاز في القاهرة في 29 من الشهر نفسه. يبقى الفنانون في مصر، لكنّهم ينتقلون في الأوّل من تموز (يوليو) المقبل إلى الإسكندرية وتحديداً إلى «مركز الجيزويت»، ليعودوا من بعدها إلى «الجامعة الأميركية في بيروت» في 3 تموز. «مهرجان مالمو» السويدي هو المحطة التالية في 12 آب (أغسطس)، و«مهرجان ستوكهولم الثقافي» في اليوم التالي، ليكون الختام في مهرجان Östergötlands Musikdagar السويدي في 15 آب.
انطلقت الحكاية حين شاركت تانيا صالح العام الماضي في ورشة عمل في ناس ضمّت فنانين من بلدان عدّة. هناك، التقت بلينا نايبرغ التي «تعدّ من أهم الموسيقيين في أوساط الفن المستقلّ في بلادها، ولها أعمال عدّة مع أوركسترات ضخمة وفرق كبيرة ذائعة الصيت»، وفق ما تؤكد صاحبة «شويّة صُوَرْ» في حديث إلى «الأخبار». وتشرح أنّ Re:Orient أمّنت التمويل اللازم لإنجاز أوّل ورشة عمل في كانون الأوّل (ديسمبر) 2018، فيما كان المخطّط إكمال المشوار في لبنان مع موسيقيين من فرقة لينا نايبرغ، و«هذا ما يحصل حالياً». أما عن سبب «التناغم» بينها وبين لينا، فتوضح تانيا «أنّنا نحب الموسيقيين العالميين نفسهم، لا سيّما لناحية الجاز والبوسا نوفا»، مشددّة على أنّه «قرّرنا القيام بهذا التعاون لنقول إنّ الحدود في العالم ليست موجودة. أزلنا الحواجز على اختلافها واشتغلنا موسيقى تشبهنا وتعبّر عنّا». كما تقرّ صاحبة «تقاطع» بأنّ للعمل مع نايبرغ طعم آخر و«لا يشبه أي شيء أنجزته في السابق»، إذ أنّها «تدخلني إلى عالم الجاز من المكان الصحيح».
حفلة بريطانية في تموز تحية للفنانة الفلسطينية الراحلة ريم بنّا


وفي زحمة عروض «تناغم»، توجّه تانيا صالح تحية إلى صديقتها الفنانة الفلسطينية ريم بنا (1996 ــ 2018) التي خسرت معركتها مع السرطان العام الماضي بعد عقد من المقاومة الشجاعة. في التاسع من تموز (س: 18:00 بتوقيت بيروت)، تنضم تانيا إلى الموسيقي الفلسطيني فرج سليمان ومغني الراب السوري منير بو كلثوم المعروف بـ «MC ــ بو كلثوم» والمغنية التونسية صابرين جنحاني (من ثنائي «يوما ــ Ÿuma» مع رامي زغلامي) لإحياء سهرة بعنوان «أثر فراشة: تحية إلى ريم بنا» في مركز «بارباريكان» في لندن، «تحتفي بحياة وموسيقى» الفنانة والمناضلة الراحلة. في الذكرى الأولى لوداع ريم بنّا، ستلتقي مجموعة من أقرانها والمعجبين بموسيقاها ورسائلها لتعيد تقديم أغنياتها بأسلوب جديد وضمن عروض فردية حميمة ومؤثرة. إنّه مزج بين الشعر والبوب والموسيقى العربية التقليدية، من إنتاج «بارباريكان» بالتعاون مع «مرسم» (المملكة المتحدة) ومهرجان «شباك»، وهو جزء من «شباك: نافذة على الثقافة العربية المعاصرة».
مع العلم بأنّه إلى جانب الصداقة المتينة التي كانت تربطها بابنة الناصرة، شاركت تانيا صالح في لقاء فني ضمن فعاليات الدورة الماضية من مهرجان «أوسلو وورلد». حينها، دعا الحدث النرويجي فنانين عرباً وأجانب جمعتهم علاقات شخصية وعمل مع صاحبة أسطوانة «صوت المقاومة» التي اتخذت من صوتها سلاحاً لمقاومة الاحتلال والظلم. كلّ واحد من هؤلاء أدّى أغنية خاصة به وأخرى من ريبيرتوار بنّا الغني.
في دردشتها مع «الأخبار»، تشير صالح إلى أنّه لا شكّ في أنّ الأشهر القليلة المقبلة ستكون حافلة بالأنشطة الفنية، خصوصاً أنّها يفترض أن تلتقي الجمهور الإسباني للمرّة الأولى في أيلول (سبتمبر) المقبل في سياق حفلة تكريمية لبيروت من تنظيم بلدية برشلونة، حيث ستعمل مع موسيقيين «عرب وأوروبيين، لم يسبق لي لقاءهم مهنياً من قبل...». وعلى خطٍّ موازٍ، تواصل الفنانة المولودة عام 1969 الاشتغال على ألبوم جديد مؤلف من عشر أغنيات انتهت من تأليف كلماتها وتلحينها، فيما «يبقى أن أجد الطريقة الأمثل لتنفيذها... لأنّني لا أريدها أن تكون تجربة مقتصرة على الأغنيات فحسب».

* «تناغم»: الأربعاء 26 حزيران ــ الساعة الثامنة مساءً ــ «بيت الفنان حمّانا» (جبل لبنان). الدخول مجاني.
* للاستعلام: 05/532544 أو 76/907348 أو [email protected]