اعتاد الجمهور خلال السنوات الماضية على أن تكون في جعبة «مسرح المدينة» (الحمرا ــ بيروت) مواعيد فنيّة منوّعة خاصة بشهر الصوم. هذه السنة، انطلقت الأنشطة الرمضانية في 11 أيار (مايو) الحالي مع مسرحية الدمى «حكايات الأرنب زنبق» لفرقة «السنابل» التي عُرضت ثانية في 18 من الشهر نفسه. وفي 17 أيار، أطلت الفنانة اللبنانية سمية بعلبكي على الخشبة حيث أحيت سهرة مخصصة بريبيرتوار أم كلثوم.اليوم الجمعة (21:30)، يتجدّد الموعد مع عرض «مش من زمان ــ حكاية نضال» الذي قدّمته المسرحية اللبنانية نضال الأشقر للمرّة الأولى في عام 2017 في العيد العشرين لـ «مسرح المدينة». ثم أعادت الكرّة في خريف 2018 ضمن فعاليات الدورة الأولى من «مهرجان المسرح الأوروبي في لبنان» حيث كان العمل العربي الوحيد على البرنامج، في آذار (مارس) الماضي.
إنّها السيرة الذاتية لـ «سيّدة المسرح اللبناني» ومذكّرات مغناة وممسرحة عن طفولتها، تتشارك تقديمها على الخشبة مع أربعة موسيقيين لبنانيين، هم: خالد العبدالله ومحمد وابراهيم عقيل ونبيل الأحمر. وفيها، ستتحدّث الـ «الست نضال» عن ذكريات من قريتها ديك المحدي، وشخصيات أسهمت في صنع خيالها، تستمدّ بطولتها من الأحداث السياسية، ومن كل ما كان يواجهه القوميون الذين كان والدها أسد الأشقر أحدهم. هكذا، وبين الخيال والواقع واليومي والشاعري، سنتعرّف إلى مكوّنات طفولة وشخصية إحدى أبرز من ساهموا في تطوير المحترف المسرحي اللبناني في العقود الماضية. علماً بأنّ بطلة «زنوبيا» تولّت شخصياً إعداد العرض وتنفيذه.
الموعد الأخير ضمن هذا البرنامج الخاص، سيكون يوم الأحد المقبل مع عرض دمى موجّه للصغار والكبار بعنوان «سرّي للغاية». العمل عبارة عن مجموعة اسكتشات لأنواع مختلة من الدمى من توقيع فرقة «إيد وحدة ــ دمى» التفاعلية التجريبية، على أن تتبعه ورشة بسيطة حول صناعة دمى. «سرّي للغاية» (أداء وتحريك: حسين الحسن، ومؤيد المحمد، وعمر باكير، وأحمد اسماعيل، وأيمن المحمد، وزوربا الشوا، وأماني محمد، وجودي عيسى، وغزل محمود، وبيان فتوح) من تأليف الفرقة التي تأسست في عام 2017، ووقّعها عبدالعزيز العائدي لناحية الإخراج، فيما تولّت مريم سمعان مهمّة صناعة الدمى، واهتم ساري مصطفى بإعداد السينوغرافيا.
عبر الدمج بين الخيال والواقع في قوالب كوميدية ترفيهية، تدور الأحداث في ضيعة صغيرة يعرف سكانها بعضهم البعض جيّداً. ذات يوم، يدخلها أحد صحافيي الـ «باباراتزي» الذي يبحث عن «سكوب»، فيظهر في نقل مباشر ليُخبرنا بأنّه قدم إلى القرية بعدما راجت شائعة حول وجود سرّ خطير مخبّأ فيها. وفي تلك اللحظة، يعلم الأهالي بموضوع السرّ، لتتشعّب الخطوط الدرامية، إذ يعتقد كلّ فرد أن شخصاً ما قد كشف سرّه الخاص، لتسود حالة عامة من التوتر والإحباط. أما الرسالة الأساسية من «سرّي للغاية»، فهي باختصار أنّ لكل إنسان سرّ يجب احترام رغبته في الحفاظ عليه.

* «مش من زمان»: اليوم الجمعة ــ الساعة التاسعة والنصف مساءً/ «سرّي للغاية: بعد غدٍ الأحد ــ يبدأ العرض عند الساعة الثانية من بعد الظهر وتتبعه الورشة بعد ساعة ــ «مسرح المدينة» (الحمرا ــ بيروت). للاستعلام: 01/753010