سوريا تساوي تاريخاً بأكمله

  • 0
  • ض
  • ض

في مقابلة مع «الأخبار» عام 2017 (الأخبار 7 أيلول/ سبتمبر)، وصف طيب تيزيني ما يجري في سوريا بعد سبع سنوات من الحرب بأنّها «سوريا الآن ساحة مبتذلة للعالم. الكل يسعى لتحصيل موقع له فيها، وهي تعيش اليوم تمزقاً هائلاً. حدث ما حدث، ولن يمرّ بسهولة. بعضهم يريد أن يبقى خمسين سنة، وآخر 25 سنة، وثالث يريد أن يبقى دائماً، فالخلاف صار حول فترات البقاء والتملك في سوريا، وهذا ينذر بأن سوريا قد تمزقت، لكن هذا لن يحدث. سوريا في لحظة واحدة يمكن اكتشافها متآخية حتى الثمالة، بحيث لا يستطيع هؤلاء الأغراب أن يأخذوا ما يأخذون. ولذلك نطمئن رغم أنّ الأمر سيكلف كثيراً، ونقول: «ليكن، إن سوريا تساوي تاريخاً بأكمله». أما عن توقيت «الخروج من أجل التغيير في عام 2011»، فقد علّق: «كان الخروج من أجل التغيير ناقصاً وسابقاً لوقته، إضافة إلى أن ما حدث اختُرِقَ من هنا وهناك. كان في طور النضوج. وكانت الطبقة الوسطى تتجه نحو اكتشاف المداخل الشرعية إلى ذلك. أتذكر أن هناك فئات خرجت لمجرد الخروج، واعتُبر ذلك شيئاً جيداً، لا بأس، فهذا الذي خرج في اللحظة غير المناسبة قد يكتشف نفسه ويكتشف مواقعه. سارت التظاهرات سلمية، بدأ بعدها الصراع المسلح. ومؤسف أن يقال بعد ذلك، إن أولئك السوريين خرجوا مسلحين، وأنا شاهد. كانت تظاهرات تسعى إلى إعادة البناء من داخل البناء نفسه وعبر الجميع إن أمكن. كانوا قد مثلوا فكرة يسوعية هائلة (اغفر لعدوك)، خرجوا باسم مشاريع طُرِحت سابقاً ولم يُستجب لها. أتت المفاجأة بظهور السلاح، وظلت سوريا تفترض منذ سبع سنوات أن السلاح يمكن أن يزول في لحظة ما ولم يزل، وظلت الاحتمالات موجودة بوجود من يحمل السلاح». وعما إذا كان محبطاً ويائساً مما جرى، أجاب: «لست غاضباً ولا محبطاً ولا يائساً أبداً، كل الأمل أملكه، سوريا ستدافع عنها البشرية بأكملها. بمجرد أن ينتهي زمن الحرب، سيعيد أبناء سوريا بناءها. إننا نسعى إلى هذه اللحظة، لحظة إعادة البناء. أعتقد أننا كنا كلنا خاسرين، وما زلنا حتى الآن خاسرين، لم يربح أحد منا، حتى أولئك الذين راهنوا على الحرب خسروا لأنهم خسروا سوريا. سوريا الآن تئن، تبحث عن خلاص».

0 تعليق

التعليقات