بالتزامن مع الذكرى الثالثة لرحيله، تقيم غاليري Art on 56th (الجميزة ــ بيروت)، معرضاً استعادياً لنذير اسماعيل (1948 ــ 2016). المعرض الذي يفتتح عند السابعة من مساء الجمعة 12 نيسان (أبريل) تحت عنوان «53 عاماً» سيشكّل فرصة للعودة إلى تجربة الفنان السوري الراحل التي استمرّت خمسة عقود من بينها مراحل ولحظات حاسمة جعلته أحد أبرز الفنانين في العالم العربي. يتضمّن المعرض، لوحاته الأولى التي ظهّر فيها قريته معلولا، وأعمالاً أخرى تطرّق فيها إلى مجزرة تل الزعتر في لبنان، إلى جانب المناظر الطبيعية التي اهتمّ فيها لفترة قبل انصرافه إلى فن البورتريه في مراحل لاحقة من حياته. ثمّة ما يميّز وجوه اسماعيل وبورتريهاته: الوجوه الطولية، والغنى اللوني الذي استفاض فيه في وجوه تغمض عيونها تارة، وأحياناً تفتحها فيما تستسلم للسكون في لوحات أخرى. الفنان السوري يوسف عبدلكي كان قد وصف تعبيراتها: «تعرفنا على أشخاصه المهشمين والمكتوين دون انفعال براني. كان يرسمهم واقفين هكذا، ينظرون الى المشاهد، لا ألم في وجوههم، ولا احتجاج، ولا حتى عتب. مسحوقون ولا يقولون، كأنهم سوريو ما قبل آذار 2011». في مرسمه في حي الأمين (دمشق القديمة)، استلهم سحنتها الترابية من أساليب التصوير المصريّة القديمة. لم يركن إلى ألوان الزيت والأكريليك كمواد وحيدة للوحاته، استعان بتقنية الشمع المحروق، ومزج تراب من قرى حوران مع مواد أخرى منحت لوحته طابعاً محليّاً. الفنان الذي جاء إلى الفن بإلهام أوّل من الأعمال الحرفيّة، وتحديداً من مشغل للبسط اليدوية وخيوط الصوف الملوّنة حين كان طفلاً، لم ينتسب إلى كلية الفنون الجميلة في دمشق مثل مجايليه السوريين. أقام معرضه الفردي الأوّل في بيروت عام 1966، ثم في دمشق بعد ثلاثة أعوام لتلحقهما معارض فردية بلغت الخمسين معرضاً، إلى جانب المعارض الجماعية في «مؤسسة بارجيل للفنون» ، و«متحف عمان» ، و«متحف قطر»، رافقتها جوائز نالها في العالم العربي وأوروبا أبرزها جائزتي «أنتر غرافيك» في برلين (1980)، و«بينالي الشارقة الأول» (1996).
* معرض استعادي لنذير اسماعيل «35 عاماً»: 19:00 مساء الجمعة 12 نيسان (أبريل) حتى الأوّل من حزيران (يونيو) المقبل ــ غاليري Art on 56th (الجميزة ــ بيروت). للاستعلام: 01/570331