سهام ناصر (ابنة شمسطار ـ محافظة بعلبك الهرمل ـ مواليد 1950) مخرجة وممثلة لبنانية، أستاذة مادة التمثيل في معهد الفنون (الجامعة اللبنانية) منذ الثمانينات حتى تقاعدها قبل أربع سنوات. أخرجت عدداً من الأعمال المتميزة على رأسها «الجيب السري» (أفضل عرض مسرحي متكامل في مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي عام 1992) المقتبس عن رواية «الحلزون العنيد» للجزائري رشيد بوجدرة. اعتبر النقّاد هذا العمل من أهم ما قدّم على مدى الأعوام الـ 25 في المنطقة. وفق ناصر في حوار مع جريدة «الغد» الأردنية عام 2011، فقد شدّها إلى إنجاز هذا العرض موضوعه الإنساني الذي «يرسم دواخل الإنسان العربي البسيط الذي يحمل في ثنايا روحه الخوف من الآخر. هذه الثيمة شدّتني لارتباطها بتجربة حرب عشتها لأعوام طويلة وولّدت خوفاً من الآخر». بعد هذه المسرحية، انتظرت ناصر أعواماً عدة قبل أن تقدّم «ميديا... ميديا» المستوحى من أسطورة ميديا في الميثولوجيا الإغريقية، لكن ضمن قالب تجريبي عصري، إلى جانب «جاز» المعد دراماتورجياً عن نص لدوستويفسكي، و«الجدار» (مجموعة نصوص لمعلم العبث صموئيل بيكيت) و«No? No Exit» (2003). مثلاً، عرض «كلن هون» (2004) تناول وحشة الإنسان في الزمن المعاصر بطريقة غبر مباشرة استندت إلى نصوص بيكيت والموروث الموسيقي العربي (أم كلثوم وغيرها) مع توثيق بصري لكوارث هزّت الكوكب وأخرى لرجال سياسيين أوصلونا إلى هذه المرحلة. ناصر التي لطالما كررت بأنّ الحركة المسرحية اللبنانية تقوم على أكتاف الأفراد في غياب الدعم الحكومي، رفضت دوماً أن تحلّ «التقنية بديلاً عن جسد الممثل وروحه وحركاته على المسرح، لأننا لا نريد أن نقطع التواصل بين الممثل المسرحي، والجمهور في الصالة» وفق ما قالت في حوار مع جريدة «الاتحاد» الإماراتية عام 2007. كلية الفنون الجميلة والعمارة في الجامعة اللبنانية نعت أمس «الزميلة في قسم المسرح والسينما والتلفزيون المربية والأستاذة والمخرجة المسرحية سهام ناصر التي رحلت بعد معاناة أليمة مع المرض»... هي التي تتلمذ على يدها معظم الأسماء المعروفة في المسرح والسينما أمثال فرقة «زقاق»، وباسم مغنية، وبديع أبو شقرا، وعمّار شلق، ويارا أبو حيدر، وتعاونت مع أسماء عدة مثل جوليا قصّار وعايدة صبرا. اعتمدت ناصر منهجاً غير تقليدي في التعليم، متأثرة بتجربتها في الولايات المتحدة الأقرب إلى ورشة العمل مع الطلاب والمستندة إلى العمل والإنتاج التحليل لمجمل العملية الإخراجية. وقد أقامت هناك في السبعينيات ونالت شهادة الماجستير في الإخراج (الجامعة الكاثوليكية الأميركية، واشنطن) ثم عادت إلى لبنان في الثمانينات، لتصبح رائدةً من روّاد مسرح العبث.

* توارى سهام ناصر الثرى عند الواحدة من ظهر اليوم في «جبانة الرادوف» (برج البراجنةـــ ضاحية بيروت الجنوبية). وتقبل التعازي قبل الدفن وبعده في منزل والدها المرحوم الحاج علي ناصر في منطقة الرويس (بناية الحاج علي ناصر ـ الطابق الثامن)، ويومي الخميس والجمعة في منزل شقيقها المهندس محمد الكائن في بيروت جلّ البحر (خلف فندق ريفييرا ـ بناية المدى ـ الطابق 18 ـ من الساعة الثالثة حتى السابعة مساء).