صباح اليوم الجمعة، توفي الممثل المصري سعيد عبد الغني عن عمر يناهر 81 عاماً، بعد تدهور حالته الصحية إثر تعرّضه لوعكة صحية شديدة، نُقل بسببها يوم الأحد الماضي إلى إحدى المستشفيات العسكرية للعلاج. ويشيّع جثمانه بعد قليل بعد صلاة الجمعة في «مسجد الصديق» في مساكن شيراتون في القاهرة. جاء ذلك بعدما سبق أن صرّح نجله الفنان أحمد عبد الغني بأنّ سعيد أصيب بالتهاب رئوي حاد، مؤكّداً أنّ الحالة حرجة للغاية فيما يبذل الأطباء جهوداً مضاعفة للسيطرة على المرض.وُلد الراحل في 23 كانون الثاني (يناير) 1938 في قرية «نوسا البحر» في الدقهلية شمالي مصر، ثم تخرّج من كلية الحقوق في جامعة القاهرة عام 1958، واتجه للعمل في الصحافة، حيث التحق بصحيفة «الأهرام» وعُيّن في قسم الحوادث، ثم انتقل للقسم العسكري ليعمل مراسلاً عسكرياً. وخلال تغطيته لأحداث حرب يونيو من العام 1967، تعرّض لصدمة شديدة عقب رؤيته لجثث الجنود المصريين، ومقتل عدد من أصدقائه أمام أعينه.
عقب الحرب، عاد عبد الغني إلى منزله مصاباً باكتئاب حاد، ليُنقل لاحقاً إلى القسم الفني في الصحيفة بناءً على طلبه بترك المجال العسكري. هناك، تعرّف عبد الغني على كبار الفنانين المصريين، وعشق الفن، واتجه للعمل فيه إلى جانب مهنة المتاعب. وخلال تلك الفترة، تزوّج من شقيقة الفنانة الراحلة زهرة العلا، وعمل في فرقة مسرحية، كما ظهر للمرّة الأولى في السينما مع المخرج يوسف شاهين في فيلم «العصفور» (1972)، ثم تبعه بدور آخر في فيلم «المذنبون» (1975 ــ إخراج سعيد مرزوق)، لتكرّ بعدها سبحة الأعمال.
قدّم الراحل حوالي 190 عملاً فنياً، وتنوّعت أدواره ما بين الخير والشر والكوميديا والتراجيديا. من أشهر أفلامه «إحنا بتوع الأتوبيس» (إخراج حسين كمال ــ 1979)، و«مهمة في تل أبيب» (إخراج نادر جلال ــ 1992)، و«الشطّار» (إخراج نادر جلال ــ 1993)، و«حبيبي دائماً» (إخراج حسين كمال ــ 1980)، و«السلخانة» (إخراج أحمد السبعاوي ــ 1982)، و«التخشيبة» (إخراج عاطف الطيب ــ 1984)، فضلاً عن مسلسلات: «نصف ربيع الآخر» (إخراج يحيى العلمي ــ 1994)، و«القاهرة ترحب بكم» (إخراج محمد حلمي ــ 2006)، و«شمس الأنصاري» (إخراج جمال عبد الحميد ــ 2012).
على الرغم من انخراطه في العمل الفني، لم يترك سعيد عبد الغني عمله الصحافي حتى مرضه الأخير، فهو المسؤول عن صفحة السينما في جريدة «الأهرام المسائي». ومن بين الجوائز والتكريمات التي نالها، نذكر: وسام الدولة من الطبقة الأولى للفنون، وجائزة «أفضل ممثل دور ثان» عن فيلم «أيام الغضب» (إخراج منير راضي ــ 1989).