أعلن الأديبان الروسيان ليف روبنشتاين وغالينا يوسيفوفيتش، أخيراً عن وفاة صديقهما وزميلهما أندريه بيتوف في إحدى مستشفيات موسكو عن عمر 81 عاماً. اعتبر الراحل أحد مؤسسي أدب ما بعد الحداثة في بلاده، ومن أهم وأعظم كتّاب جيله. من أصول شركسية، ولد الكاتب في لينينغراد (سانت بطرسبرغ حالياً) عام 1937 لأمّ محامية وأب يعمل في مجال الهندسة المعمارية. تم إجلاء بيتوف في طفولته من المدينة خلال حصار لينينغراد (1941 ــ1944) غير أنّه عاد بعد الحرب إلى المدينة، حيث أكمل دراسته الثانوية، وبدأ في كتابة الشعر، ثم التحق بـ «معهد لينينغراد للتعدين». هناك، بدأ بيتوف بالدخول إلى دائرة غليب سيميونوف الأدبية للكتّاب الشباب، وستضم شخصيات أمثال: جوزيف برودسكي وسيرغي دوفلاتوف...نشرت أوّل ثلاث قصص لبيتوف ضمن Young Leningrad في الوقت الذي تخرّج فيه من LMI في عام 1962. بحلول العام التالي، ظهرت أوّل مجموعة من القصص القصيرة، قبل أن يتم قبوله في عام 1965 في اتحاد «كتّاب الاتحاد السوفياتي». سينشر أندريه العديد من الكتب النثرية خلال العقد المقبل، فيما سينجز أبرز أعماله Pushkin House بين عامي 1964 و1971، والتي تعدّ من أوائل روايات ما بعد الحداثة التي كتبت في الأدب الروسي. ومع ذلك، فشلت في التأقلم مع الأسلوب الرسمي للأدب السوفياتي في ذلك الوقت، وحظيت بفرصة النشر فقط في الولايات المتحدة من قبل دار Ardis في عام 1978. ونتيجة لذلك، انضم بيتوف إلى كتّاب آخرين في إعداد مجلة «ميتروبول» في العام نفسه. ظهور أحد أعداد المجلة في الصحافة الأميركية، تسبّب في الكثير من المتاعب لبيتوف، إذ خسر منصبه التدريسي في «معهد موسكو للأدب»، كما مُنع من مغادرة البلاد، ثم حُظرت أعماله من النشر في الاتحاد السوفياتي منذ ذلك الحين وحتى بداية البيريسترويكا (إعادة الهيكلة) في الثمانينيات. وأخيراً نشرت «بوشكين هاوس» للمرّة الأولى في الاتحاد السوفياتي في عام 1987 وحظيت بإشادة واسعة.
في عام 1991 ، انتخب بيتوف رئيساً للفرع الروسي لـ PEN International ، نادي PEN ، الذي تأسس عام 1988 على يدي بيتوف وآخرين لتعزيز دور الأدب في التفاهم بين الثقافات، ومبدأ حرية التعبير، والتعاون الفكري بين الكتاب في جميع أنحاء العالم. أما سنوات أندريه الأخيرة في هذا المنصب (2014 ــ 2016)، فقد شهدت تراجعاً بسبب الجدل الذي نشأ على خلفية الانقسام بين المجلس التنفيذي للمنظمة وبعض أشهر الكتاب فيها، الذين بدأوا في انتقاد مجلس إدارة نادي PEN وحتى سحب عضويتهم منه.
حصل بيتوف على العديد من الجوائز على مدار حياته لمساهماته في الأدب والفنون، من بينها «جائزة بوشكين الألمانية» في عام 1989، ووسام الفنون والآداب في فرنسا في عام 1993. وفي وطنه روسيا، نال جوائز أخرى من بينها «جائزة بلاتونوف» في عام 2015. علماً بأنّ الراحل كان عضواً فخرياً في «الأكاديمية الروسية للفنون».إلى جانب «بوشكين هاوس»، نذكر من بين كتاباته: A Captive of the Caucasus، وThe Monkey Link، وThe Symmetry Teacher.