أصدر سينمائيون ومثقفون وصحافيون مصريون بياناً احتجاجياً على بعض ما حدث في الدورة الأربعين من «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي» التي اختتمت قبل أيام، برئاسة السيناريست والمنتج محمد حفظي. أبدى الموقّعون على البيان اعتراضهم على استضافة الحدث شخصيات تعدّ من أكبر الداعمين للسينما الإسرائيلية والمناصرين للكيان الصهيوني. من بين الأسماء التي اعترض عليها الموقعون، المنتج ميشال زانا من شركة «صوفي دولاك»، والمنتج لوران دانيالو من شركة «لوكو»، وغيوم دي ساي من شركة «أريزونا». ولفت البيان إلى أنّ هؤلاء من «متخذي القرار ضمن مشروع دعم السينما التابع لمعهد «سام شبيغل» في «إسرائيل»... وهو منتج صهيوني أنتج افلاماً ضد العرب، وشارك في عصابات قتل الفلسطينيبن من خلال حركة «هاشومير هاتنزائير»...».وأضاف البيان أنّ من هؤلاء من «يتردّدون على كل المحافل السينمائية الإسرائيلية ويدعمون مواطنيها. غيوم دي ساي مثلاً، يشارك بانتظام في «مهرجان القدس» و«مهرجان الفيلم الإسرائيلي»، كما يدعم مشاريع التطوير لسينمائيين إسرائيليين. أما دي ساي، فقد شارك رئيس الدورة الـ40 لمهرجان القاهرة في إنتاج شريط «علي معزة وإبراهيم» ممّا يولّد شكوكاً حول مصدر تمويل دي ساي لأفلام مصرية وهدفه».
كما أعرب الموقعون على البيان عن «اعتراضهم على عرض حفظي فيلماً من توزيعه في المسابقة الدولية، وهو فيلم «ليل خارجي» الذي نشرت شركة إنتاجه «حصّالة» بوستر يتضمّن لوغو شركة محمد حفظي كموزّع للفيلم، من دون أن ينشر حفظي أي صورة لفسخ عقد التوزيع، خصوصاً أنّ شركته هي التي باعت الفيلم لإحدى القنوات الفضائية كما صرّح شخصياً. كما عرض حفظي في المهرجان أفلاماً من إنتاجه في قسم «بانوراما السينما المصرية»، ومن تأليفه في أقسام أخرى».
الاعتراض شمل كذلك اختيار حفظي عدداً من أعضاء لجان التحكيم المصريين في مسابقات المهرجان ممن اكتشفهم أو يعملون معه بانتظام، في مقابل تجاهل أسماء مهمّة في السينما المصرية، فيما لفت البيان إلى أنّ إدارة المهرجان أخطأت في «إسناد تنظيم فعالية «أيام القاهرة لصناعة السينما» لشركة دعاية وإعلانات بدل الاستعانة بالمتخصصين».
وشدّد الموقعون على أنّ إصدار البيان يأتي من «واقع مسؤولياتنا تجاه السينما المصرية والأجيال القادمة، ولتأكيد استمرار الرفض التاريخي للسينمائيين والمثقفين المصريين للتطبيع الثقافي والفني مع مناصري الكيان الصهيوني، رغبة في النأي بمهرجان السينما الأكبر في مصر عن أي مصالح شخصية أو سوء إدارة». وأهاب الموقعون بالنقابات الفنية المصرية وبوزيرة الثقافة المصرية إيناس عبد الدايم بضرورة «تشكيل لجنة رسمية متخصصة لتقييم إدارة الدورة الـ 40 من «مهرجان القاهرة» بشفافية، مالياً وفنياً وسياسياً، وإصدار القرارات اللازمة نحو أي تقصير أو أي تجاوز».
ومن بين الموقعين على البيان نذكر: مدير التصوير والمخرج والباحث سعيد الشيمي، والمخرج أحمد عاطف درّة، والصحافي ونقيب الصحافيين السابق يحيى قلاش، والباحث والأكاديمي مالك خوري، والناقد والباحث السينمائي، والروائية منى الشيمي، والمخرجة هالة ندا، والصحافية نضال ممدوح، والناقدة والسيناريست دعاء حلمي وغيرهم.
وقد سبق هذا البيان قرار إيناس عبد الدايم التمديد لحفظي كرئيس للدورة المقبلة المقرّرة في تشرين الثاني (نوفمبر) 2019.