تستضيف «غاليري عشتار» في دمشق، هذه الأيام، معرضاً استعادياً للتشكيلي السوري الرائد محمود حمّاد (1923- 1988)، يضم مجموعة من أعماله الأولى التي تنتمي إلى التعبيرية التشخيصية، هذه المرحلة التي ستقوده لاحقاً إلى أكثر من منعطف، نظراً لثراء مخزونه المعرفي واللوني، بالإضافة إلى تعدّد اهتماماته في الرسم والحفر والتصميم. وتتيح هذه الأعمال فرصة استثنائية للاطلاع على تجربة مجهولة تعود إلى أربعينيات وخمسينيات القرن المنصرم، إثر عودته من روما، بعد نشوب الحرب العالمية الثانية، ليستكمل مغامرته في دمشق، بتأسيس «الجمعية السورية للفنون» بمشاركة الفنان نصير شورى. هذه الجمعية شهدت نقاشات جماعية في البحث عن هوية محليّة، سيجدها محمود حمّاد لاحقاً، في استثمار امكانات الحرف العربي، من دون أن يتخلّى عن موسيقاه اللونية، وشاعرية موضوعاته، خصوصاً بعد استكمال دراسته الأكاديمية في روما. في هذا المعرض، سنقع على الضربات الموسيقية الأولى لتجربة هذا التشكيلي الراحل في مغامرته التي عبرت أكثر من برزخ بصري، لتحط أخيراً في منطقة الحروفية المشبعة بالنكهة المحليّة للون والإيقاع، وقوة بناء اللوحة.
* «معرض محمود حماد» لغاية 3 تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي ــ غاليري «عشتار» (دمشق). للاستعلام:009634465086