فازت رواية «بائع الحليب» (Milkman ــ صادرة عن دار Faber & Faber) لآنا بيرنز، أمس الثلاثاء بـ «جائزة مان بوكر» لعام 2018، لتصبح بذلك صاحبة العمل أوّل روائية قادمة من إيرلندا الشمالية تحصل على هذا التكريم الأدبي المرموق. أحداث ثالث أعمال بيرنز الروائية الطويلة تجري في مدينة لا تسميها في إيرلندا الشمالية، في مجتمع قريب من مرحلة الاضطرابات التي شهدتها بلفاست، وترويها صبية في الـ 18 من عمرها، تُعرف بـ «الأخت الوسطى»، وتربطها علاقة برجل متزوّج يكبرها كثيراً في السن يُدعى Milkman.تسلّمت الكاتبة البالغة 56 عاماً والمولودة في بلفاست الجائزة من «كاميلا»، دوقة كورنوول وزوجة الأمير البريطاني تشارلز، بالإضافة إلى مبلغ 65,900 دولار أميركي.
تعليقاً على هذه النتيجة، قال الروائي الغاني ــ الأميركي كوامي أنطوني أبياه (مولود في بريطانيا) الذي ترأس لجنة تحكيم الجائزة في بيان إنّه «لم يقرأ أحد منا شيئاً كهذا من قبل. إنّ صوت آنا بيرنز المميّز تماماً يتحدّى الشكل والتفكير التقليديَيْن بنثر مدهش وطاغ». وأضاف: «إنّها قصة عن الوحشية والاعتداء الجنسي والمقاومة مطعّمة بدعابة لاذعة. إنّ الرواية التي تدور أحداثها في مجتمع منقسم على نفسه تستكشف الأشكال الخفية التي يمكن أن يتخذها القهر في الحياة اليومية».
مع الإعلان عن الجائزة، عجزت بيرنز عن التعبير، قبل أن تقول في المؤتمر الصحافي إنّ عملها كروائية يتلخّص في الظهور والوجود والحضور، موضحةً أنّ الكتابة كانت «عملية انتظار»، إذ أنّه كان عليها فقط انتظار «شخصيّاتي لتخبرني بقصصها».
وعند سؤالها عن كيفية ملء وقتها منذ حصولها على جائزة «أورانج» لعام 2002 عن No Bones حتى الآن، أجابت أنّها «قامت بأنشطة تجارية وبدّلت منازل»، وفق ما ذكرت صحيفة الـ «غارديان» البريطانية. وعماذا ستفعل بالمال، قالت: «سأوفي ديوني وأعيش بما سيتبقّى لي».
تجدر الإشارة إلى أنّ لجنة تحكيم الجائزة الأدبية التي تأسست عام 1969 تختار «أفضل رواية مكتوبة باللغة الإنكليزية ومنشورة في المملكة المتحدة». وضمت القائمة القصيرة للجائزة هذا العام: البريطانية ديزي جونسون (27 عاماً ــ أصغر روائية تصل إلى القائمة القصيرة لهذه الجائزة، والكندي إيسي إيدوجيان، والأميركية ريتشيل كوشنر، والأميركي ريتشارد باورز، والاسكتلندي روبين روبرتسون. وكانت النيوزيلندية إليانور كاتون (1985) آخر امرأة تحصد «جائزة مان بوكر» في عام 2013 عن رواية Luminaries.