استثنائياً كان التوازن الذي استطاعت النبطية تحقيقه في الأيام الماضية، بين الإعداد لمراسم عاشوراء ومتابعة حفلة زياد الرحباني المنتظرة الليلة في «منتجع قلعة الشقيف» (أرنون الشقيف). لم يثر تزامن موعد الحفلة الأولى لزياد في المنطقة (بعد حفلات في صور وصيدا عام 2014) مع اقتراب ذكرى عاشوراء في النبطية التي تعرف بـ «مدينة الحسين» أي اعتراضات. فعدا عن نوعية فنّه، منحه التزامه العقائدي اليساري ومواقفه الوطنية والداعمة لمقاومة حزب الله، حصانة بين الجمهور الجنوبي بأطيافه الملتزمة دينياً وغيرها. حتى إنّ «أبو علي» (نسبة إلى عنوان حفلة الليلة)، يعرف الشقيف وجاراتها زوطر الغربية والشرقية وكفر رمان، منذ عقود. فإلى أصدقاء العمر، لجأ مراراً ليهرب من الصخب والترهيب والترغيب. في حديث لـ «الأخبار»، يقول سعيد ضاهر، صاحب شركة «ميديا» منظمة الحفلة، إنه لم يفاجأ بالموافقة السريعة للرحباني على تلبية دعوته للغناء في النبطية. أبرم الاتفاق في شهر أيار (مايو) الفائت في إطار مبادرة الرحباني لإقامة جولات بين بيروت والمناطق بعد غياب طويل.
بموجب الاتفاق، كان موعد حفلة الشقيف خلال شهر آب (أغسطس) الماضي، لكن الوعكة الصحية التي ألمّت بالرحباني بعد نحو شهر من التوقيع، دفعته إلى تعليق الاتفاق إلى أجل غير مسمى.
إثر تعافيه التدريجي، ضرب زياد موعداً جديداً في أيلول (سبتمبر) الحالي. لكن استناداً إلى معايير متعهّدي الحفلات، فإنّ أيلول لا يشكل عنصر نجاح لأي حفلة بعد انتهاء موسم الصيف ومغادرة المغتربين. لكن ضاهر كان «على ثقة بأنّ زياد قادر على أن يقهر أيلول أو أي موعد آخر خارج الموسم...». وهكذا كان؛ 1200 كرسي من المنتظر أن تمتلئ الليلة بعد نفاد التذاكر.
بالنسبة إلى البرنامج الفنّي المقرّر، لفت ضاهر إلى أنّه لن يتضمن معزوفات غربية كالجاز، بل سيكون «شرقياً يتضمن معزوفات وأغاني اشتهر بها الرحباني، يؤديها كورس أو مغنون كالمصري حازم شاهين، فيما تتخلّله فقرات محكية لنصوص قدّمها الرحباني عبر الإذاعة أو «الأخبار»...».

* «يا أبو علي»: الليلة ــــ منتجع «قلعة الشقيف» (أرنون ــــ قضاء النبطية). للاستعلام: 81/314313 أو 70/377037