عادةً ما يرتبط اسم جائزة «مان بوكر» الأدبية بالأعمال الروائية الصرف، من دون أن تشمل أيّ نوع أدبي آخر. إلا أنّ آخر أعمال الفنان الغرافيكي الأميركي نيك درناسو جاءت لتثبت العكس، بعدما تم ضمها أخيراً إلى القائمة الطويلة للمرشحين للجائزة البريطانية العريقة. لتكون تلك المرّة الأولى التي يُزَج فيها إنتاج من عالم الكوميكس إلى لوائح الجائزة مذ تأسيسها في عام 1986. كتاب «صابرينا» (دار Drawn & Quarterly) الذي يضم مجموعة من الرسوم الهزلية المتعلقة بقصة اختفاء فتاة اسمها «صابرينا» بالإضافة إلى تبعات هذه الواقعة على أهل البطلة وأقرانها، حجز لنفسه مكاناً مميّزاً بين عداد الروايات المرشحة الأخرى. أمر أكده كم الحفاوة الذي تلقاه العمل من قبل نقاد وقراء كثر، من بينهم لجنة التحكيم التي وصفت الكتاب بأنه «بسيط ومتقن»، على الرغم من بعض الانتقادات التي طالت دخول هذا النموذج المغاير إلى المسابقة الرفيعة.
في غضون ذلك، أفصح العضو في لجنة التحكيم والروائي فال مدرميد عن إعجابه بالرواية الهزلية، قائلاً: «كلنا أصبنا بالصدمة فور قراءتنا للكتاب. أعتقد أن الأثر الذي خلفه هذا الأخير في كل منا يعود إلى خيال درناسو الواسع».
من جهته، يروي درناسو لصحيفة الـ «إندبندنت» البريطانية قصة إتمامه لـ «تحفته الفنية»، على حدّ تعبير الكاتبة الإنكليزية زادي سميث. الناقد الشاب الذي ترعرع في شيكاغو أنجز «صابرينا» بدافع «تخطي الملل لا أكثر»، على الرغم من ملازمة الاكتئاب وعوارض البارانويا له طوال فترة إعداد العمل. في هذا السياق، أضاف الفنان البالغ 29 عاماً: «ظننت أنّني قد أتمكن من التحرّر من مشكلاتي في حال استكملت القصة. لكن بؤسي تفاقم فور إنهائي لها، وكأنّني بذلك فتحت صندوق باندورا». ليردف لاحقاً: «ما يجذبني إلى الرسم هو قدرتي على إنجازه بخصوصية تامة. دائماّ ما كان يخايل إلي أنّ مبدعين كثيرين أرادوا أن يكونوا مخرجين في حقبة الستينيات، ولم يتمكنوا من القيام بذلك بسبب أطباعهم الإنعزالية، إذ أنّ الروايات الغرافيكية لم تكن خياراً متاحاً لهم في ذلك الوقت».
يذكر أنّ قائمة المرشّحين للجائزة تضم أيضاً رواية بوليسية لبليندا بور تحت عنوان Snap، بالإضافة إلى The Water Cure لصوفي ماكينتوش، وEverything Under للعشرينية سالي روني، وباكورة ديزي جونسون الروائية The Long Take.